ج ٥، ص : ١٩٢
فى الدنيا لكونهم مجال الصفات بوجهتها الّتي إلى العدم بل لامر خفى لا يعلمه الا اللّه تعالى - وقد ذكر المجدد رضى اللّه عنه فى حسن « ١ » خاتم الرسل عليه الصلاة والسلام انه قال ربّ محمّد صلى اللّه عليه وسلم ومبدا تعيّنه صفة العلم الإجمالي وهو اقرب الصفات إلى الذات ا لا ترى ان العلم الحضوري يتحد مع العالم ومع المعلوم - واما غيره من الصفات من القدرة والارادة والكلام والسمع والبصر ليست بهذه المثابة - والإجمال أعلى درجة واقرب من الذات من تفاصيلها - فللعلم حسن ذاتى ما ليس لغيرها من الصفات - فالعلم أحب إلى اللّه تعالى من غيره - وللعلم حسن وجمال لا كيفية له فلاجل كمال لطافته وعلو درجته تجلى فى محمّد صلى اللّه عليه وسلم من الحسن والجمال ما لا تدركه الابصار فى هذه النشئة لضعف قوة المبصرة الدنيوية كما لا تدرك الابصار للذات فى هذه النشئة - وسيظهر حسنه وجماله فى الاخرة فيوسف عليه السلام وان سلم له فى الدنيا ثلثى الحسن - لكن فى الاخرة الحسن حسن محمّد صلى اللّه عليه وسلم والجمال جماله - قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أخي يوسف أصبح وانا أملح والفرق بين الصباحة والملاحة عند المحققين كالفرق بين الشمس والقمر وبين الذهب والفضة شتان ما بينهما - كان حسن يوسف عليه السلام بحيث أحبه يعقوب والخلائق - وكان حسن محمّد صلى اللّه عليه وسلم بحيث أحبه « ٢ » رب يعقوب والخلائق جل جلاله ما للتراب ورب الأرباب وإذا ثبت هذا علم ان الصوفي بعد فناء قلبه لا يشتغل قلبه بغير اللّه سبحانه - ولا يسع فى قلبه محبة أحد من الخلائق - لكن لا ينافى ذلك اشتغال قلبه بمحبة الأنبياء فان محبتهم عين محبة اللّه - عن أنس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين - متفق عليه وعنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة
الايمان من كان اللّه ورسوله أحب إليه مما سواهما - متفق عليه فما قالت رابعة البصرية ان قلبى ممتلية من حب اللّه لا يسع فيه محبة محمّد صلى اللّه عليه وسلم خطأ ناش من غلبة السكر - واما ما قال المجدد رضى اللّه عنه فى بدو حاله أحب اللّه سبحانه لأنه خلق محمّدا صلى اللّه عليه وسلم
_________
(١)
يوسف از شمه جمال أو خوشه چين شد قسم بحال او
منه رح [.....]
(٢)
دل از عشق محمّد ص ريش دارم رقابت با خدائى خويش دارم
منه رح