ج ٥، ص : ٢٢٥
فاحرقته - وقال سئل الحسن عن قوله تعالى وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ الآية فقال كان رجل من طواغيت العرب بعث إليه النبي صلى اللّه عليه وسلم نفرا يدعونه إلى اللّه والى رسوله فقال لهم أخبروني عن رب محمّد هذا الّذي تدعوننى إليه ممّ هو من ذهب أو فضة أو حديد أو نحاس - فاستعظم القوم مقالته فانصرفوا إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم - فقالوا يا رسول ما راينا رجلا اكفر قلبا ولا أعتى على اللّه منه فقال ارجعوا إليه - فرجعوا إليه فجعل يزيدهم على مثل مقالته الاولى وقال أجيب محمّدا إلى رب لا أراه ولا أعرفه - فانصرفوا وقالوا يا رسول اللّه ما زادنا الا على مقالته وأخبث فقال ارجعوا - فرجعوا إليه فبينماهم عنده ينازعونه وهو يقول هذه المقالة إذا ارتفعت سحابة فكانت فوق رءوسهم - فرعدت « ١ » وبرقت ورمت بصاعقة فاحترق الكافر وهم جلوس فجاءوا يسعون ليخبروا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فاستقبلهم قوم من اصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم - وقالوا لهم احترق صاحبكم فقالوا من اين علمتم فقالوا اوحى اللّه إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم ويرسل الصّواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون فى اللّه وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ (١٣) قال البغوي قال الحسن شديد الحقد وقال مجاهد شديد القوة - وقال أبو عبيدة شديد العقوبة - وقيل شديد المكر والمغالبة - قال فى القاموس المحال ككتاب الكيد وروم الأمر بالحيل والتدبير والمكر والقدرة والجدال والعذاب والعقاب والعداوة والقوة والشدة والهلاك والإهلاك وهذه المعاني أكثرها يصح هاهنا فهو فعال من المحل - وقيل هو مفعل من الحول أو الحيلة أو الحيلولة اعل على غير قياس - فعلى هذا ما قال ابن عباس معناه شديد الحول وقال علىّ شديد الاخذ -.
لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ أى الدعوة المجابة مختصة به تعالى دون غيره كما يدل عليه ما بعده - أو المعنى له الدعاء الحق فانه الّذي يحق ان يعبد ويدعى إلى عبادته ويسئل منه الحوائج دون غيره - أو معناه له الدعاء بالإخلاص - والحق على هذه التأويلات ضد الباطل - والاضافة فى الظاهر اضافة والموصوف إلى صفته - فيئوّل على طريقة مسجد الجامع - وجانب
_________
(١) أخرج الترمذي وصحه واحمد والنسائي عن ابن عباس فقال أقبلت اليهود إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقالوا أخبرنا من الرعد ما هو قال ملك من ملائكة السحاب يسوقه حيث امره اللّه فقالوا فما هذا الصوت نسمع قال صوته وأخرج ابن مردوية عن جابر بن عبد اللّه ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال ان ملكا مؤكل بالسحاب يلم العاصية ويلم الدامية فى يده محراق فإذا رفع برقت وإذا زحرر عدت وإذا ضرب صعقت منه رحمه اللّه