ج ٥، ص : ٢٣٧
وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ
فكيف يكون الطمأنينة والوجل فى حالة واحدة - قيل الوجل عند ذكر الوعيد والعقاب والطمأنينة عند ذكر الوعد والثواب - فالقلب توجل إذا ذكرت عدل اللّه وشدة حسابه - وتطمئن إذا ذكرت فضل اللّه وكرمه - وهذا الكلام يقتضى المنافاة بين الطمأنينة والوجل - وعندى لا منافاة بينهما فان الطمأنينة المبنية على الانس يجتمع مع الوجل - وأيضا الخوف والرجاء يجتمعان فى حالة واحدة - عن أنس قال دخل النبي صلى اللّه عليه وسلم على شابّ وهو فى الموت - فقال كيف تجدك قال أرجو اللّه يا رسول اللّه وانى أخاف ذنوبى - فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لا يجتمعان فى قلب عبد فى مثل هذا الموطن الا أعطاه اللّه ما يرجو وامنه مما يخاف - رواه الترمذي وابن ماجة وقال الترمذي حديث غريب -.
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ فعلى من الطيب مصدر طاب يطيب كبشرى وزلفى قلبت ياؤه واو الضمة ما قبلها - ومحله الرفع أو النصب كقولك طيبا لك وطيب لك وسلاما عليك وسلام عليك - واللام فى لهم للبيان نحو سقيا لك - ومعناه على قول ابن عباس فرح لهم وقرة عين - وقال عكرمة نعم مالهم - وقال قتادة حسنى لهم - وقال معمر عن قتادة يقول الرجل طوبى لك إذا أصبت خيرا - وقال ابراهيم خير لهم وكرامة - وقال سعيد بن جبير طوبى اسم الجنة بالحبشية - وقال البغوي روى عن أبى امامة - وابى هريرة وابى الدرداء رضى اللّه عنهم قالوا طوبى شجرة « ١ » فى الجنة يظلّ الجنان كلها - وقال عبيد بن عمير هى شجرة فى جنة عدن أصلها فى دار النبي صلى اللّه عليه وسلم وفى كل دار وغرفة غصن منها - لم يخلق اللّه لونا ولا زهرة الا وفيها منها الا السواد - ولم يخلق اللّه فاكهة ولا ثمرة الا وفيها منها - ينبع من أصلها عينان الكافور والسلسبيل وقال مقاتل كل ورقة منها يظل أمة - عليها ملك يسبح اللّه بانواع التسبيح - أخرج أحمد وابن حبان والطبراني وابن مردوية والبيهقي عن عتبة ابن عبد اللّه السلمى قال قال أعرابي يا رسول اللّه فى الجنة فاكهة - قال نعم فيها شجرة طوبى يطابق الفردوس - قال اىّ شجرة ارضنا يشبه - قال ليس يشبه شيئا من شجر أرضك ولكن
_________
(١) عن ابن عمر قال ذكر عند النبي صلى اللّه عليه وسلم طوبى فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم يا أبا بكر هل بلغك ما طوبى قال اللّه ورسوله اعلم قال شجرة فى الجنة لا يعلم طولها الا اللّه فيسير الراكب تحت غصن من أغصانها سبعين خريفا ورقها الحلل يقع عليها كامثال البخت قال أبو بكر ذلك الظّئر باعم قال أنعم منه من أكله وأنت منهم يا أبا بكر إنشاء اللّه - ازالة الخفا - منه رحمه اللّه