ج ٥، ص : ٢٣٨
أتيت الشام قال لا - قال فانها تشبه شجرة بالشام تدعى الجوزة تنبت على ساق واحد ثم ينشر أعلاها - قال ما عظم أصلها قال لو ارتحلت برمة من ابل أهلك ما أحطت بأصلها حتّى تنكسر ترقوتا هرما - قال فهل فيها عنب - قال نعم قال ما عظم العنقود منها - قال مسيرة شهر للغراب الا يقع قال ما عظم الجثة منها قال هل ذبح أبوك تيسا من غنمه عظيما قط - قال نعم قال فاسلخ إهابه فاعطى أمك فقال ادبغى هذا ثم افرى لنا منه دلوا نروى فيه ما شينا...
قال فان تلك الحبة يشبعنى واهل بيتي قال نعم وعامة عشيرتك - وروى عن أبى سعيد الخدري رضى اللّه عنه قال ان رجلا سال النبي صلى اللّه عليه وسلم ما طوبى قال شجرة فى الجنة مسيرة مائة سنة - ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها - رواه ابن حبان وعن معاوية بن قرة عن أبيه يرفعه طوبى شجرة غرسها اللّه بيده ونفخ فيها من روحه تنبت الحلي والحلل وان أغصانها ليرى من وراء سور الجنة - وروى البغوي بسنه عن أبى هريرة قال ان فى الجنة شجرة يسير الراكب فى ظلها مائة سنة لا يقطعها اقرءوا ان شئتم وظلّ مّمدود - متفق عليه وأخرجه أحمد وزاد فى آخره وان ورقها ليخمر الجنة - وأخرج البغوي وهناد بن سرى فى الزهد وزاد فى آخره فبلغ ذلك كعبا فقال صدق والّذي انزل التورية على موسى والقران على محمّد صلى اللّه عليه وسلم - لو ان رجلا ركب حقة أو جذعة ثم أدار بأصل تلك الشجرة ما بلغها حتّى يسقط هرما - ان اللّه غرسها بيده ونفخ فيها من روحه وان أفنانها لمن وراء سور الجنة - ما فى الجنة نهر الا وهو يخرج من اصل تلك الشجرة - وعن أبى هريرة قال فى الجنة شجرة يقال لها طوبى يقول لها اللّه تعالى تفتقى لعبدى عما يشاء فتفتق له عن فرس بسرجه ولجامه وهيئته كما يشاء - وتفتق له عن الراحلة برحلها وزمامها وهيئتها كما يشاء - وعن الثياب - رواه ابن أبى الدنيا والبغوي وأخرج ابن المبارك وابن جرير عن شهر بن حوشب قال طوبى شجرة فى الجنة كل شجرة الجنة من أغصانها من وراء سرر الجنة وَحُسْنُ مَآبٍ (٢٩) أى حسن المنقلب -.
كَذلِكَ يعنى مثل ارسالنا الرسل قبلك أَرْسَلْناكَ يا محمّد فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مضت مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ أرسلوا إليهم فليس ارسالك امرا مبدعا لِتَتْلُوَا لتقرا عَلَيْهِمُ القرآن الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ


الصفحة التالية
Icon