ج ٥، ص : ٢٤٦
ينفخ فيه الروح الحديث - وقال البغوي وعن عمرو ابن مسعود انهما قالا يمحو السعادة والشقاوة أيضا ويمحو الرزق والاجل ويثبت ما يشاء - وروى عن عمر انه كان يطوف بالبيت وهو يبكى ويقول اللهم ان كنت كتبتنى فى أهل السعادة فاثبتنى فيها - وان كنت كتبت علىّ الشقاوة فامحنى وأثبتني فى أهل السعادة والمغفرة فانك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب - ومثله عن ابن مسعود وفى بعض الآثار ان الرجل قد يكون قد بقي من عمره ثلاثون سنة فيقطع رحمه فيرد إلى ثلاثة ايام - والرجل قد يكون قد بقي له من عمره ثلاثة ايام فيصل رحمه فيمد إلى ثلاثين سنة - ثم روى البغوي بسنده إلى أبى الدرداء رضى اللّه عنه قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ينزل اللّه فى اخر ثلاث ساعات يبقين من الليل - فينظر فى الساعة الاولى منهن فى الكتاب الّذي لا ينظر فيه أحد غيره - فيمحو ما يشاء ويثبت - أخرج ابن مردوية عن علىّ انه سال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن هذه الآية فقال لا قرن عينك بتفسيرها ولا قرن عين أمتي من بعدي بتفسيرها - الصدقة على وجهها وبر الوالدين واصناع المعروف يحوّل الشقاء سعادة ويزيد فى العمر - قلت ويوافق مذهب عمر وابن مسعود رضى اللّه عنهما ما ذكر فى المقامات المجددية ان المجدد رضى اللّه عنه نظر ببصيرة الكشف مكتوبا فى ناصية ملا طاهر اللاهورى شقى - وكان ملا طاهر معلما لابنيه الكريمين محمّد سعيد ومحمّد معصوم رضى اللّه عنهما - فذكر المجدد رضى اللّه عنه ما ابصر لولديه الشريفين - فالتمسا منه رضى اللّه عنهم ان يدعو اللّه سبحانه ان يمحو عنه الشقاوة ويثبت مكانه السعادة - فقال المجدد رضى اللّه عنه نظرت فى اللوح المحفوظ فإذا فيه انه قضاء مبرم لا يمكن رده - فالجا ولداه الكريمان فى الدعاء لما التمسا منه - فقال المجدد رضى اللّه عنه تذكرت ما قال غوث الثقلين السيد السند محى الدين عبد القادر الجيلي رضى اللّه عنه ان القضاء المبرم
ايضا يرد يدعونى - فدعوت اللّه سبحانه وقلت اللهم رحمتك واسعة وفضلك غير مقتصر على أحد - ارجوك وأسئلك من فضلك العميم ان تجيب دعوتى فى محو كتاب الشقاء من ناصية ملا طاهر - واثبات السعادة مكانه - كما أجبت دعوة سيد السند رضى اللّه عنه - قال فكانى انظر إلى ناصية ملا طاهر انه محيى منها كلمة شقى وكتب مكانه سعيد