ج ٥، ص : ٢٨٤
يوم القيامة على ارض بيضاء غفراء كقرصة نقى ليس فيها معلم لاحد - وأخرج البيهقي من طريق السدى الصغير عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس فى هذه الآية قال يزاد فيها وينقص ويذهب اكامها وجبالها وأوديتها وشجرها وما فيها وتمدّ مدّ الأديم العكاظي ارض بيضاء مثل الفضة لم يسفك عليها دم ولم تعمل عليها خطيئة - والسموات تذهب شمسها وقمرها ونجومها - وأخرج الحاكم عن ابن عمرو قال إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم وحشر الخلائق وأخرج الحاكم بسند جيد عن جابر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم تمد الأرض يوم القيامة مد الأديم ثم لا يكون لابن آدم منها الا موضع قدميه ثم ادعى أول الناس فاخرّ ساجدا - ثم يؤذن لى فاقوم فاقول يا رب أخبرني هذا جبرئيل (و هو عن يمين الرحمان واللّه ماراه جبرئيل قبلها قط) انك أرسلته الىّ قال وجبرئيل ساكت لا يتكلم حتّى يقول اللّه صدق ثم يأذن لى فى الشفاعة فاقول يا رب عبادك أطراف الأرض فذلك المقام المحمود - وفى الصحيحين عن أبى سعيد الخدري قال قال النبي صلى اللّه عليه وسلم يكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفاها الجبار بيده كما يتكفا أحدكم خبزته فى السفر نزلا لاهل الجنة - قال الدراوردي النزل ما يعجل للضيف قبل الطعام والمراد به يأكل منها فى الموقف من سيصير إلى الجنة - وكذا قال ابن مرجان فى الإرشاد تبدل الأرض خبزة فيأكل المؤمن من بين رجليه ويشرب من الحوض - قال ابن حجر يستفاد منه ان المؤمنين لا يعاقبون بالجوع فى طول زمان الموقف بل يقلب اللّه بقدرته طبع الأرض حتّى يأكلون منها من تحت أقدامهم ما شاء اللّه من غير علاج ولا كلفة - ويؤيده ما أخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال وتكون الأرض خبزة بيضاء يأكل المؤمن من تحت قدميه - وأخرج نحوه عن محمّد بن كعب - وأخرج البيهقي عن عكرمة قال تبدل الأرض بيضاء مثل الخبزة يأكل منها أهل الإسلام حتّى يفرغوا من الحساب - وعن أبى جعفر محمّد
الباقر نحوه - وأخرج الخطيب عن ابن مسعود قال يحشر الناس يوم القيامة أجوع ما كانوا قط واظمأ ما كانوا قط واعرى ما كانوا قط وانصب ما كانوا قط فمن اطعم لله أطعمه ومن سقى لله سقاه ومن كسى لله كساه ومن عمل كفاه - وأخرج ابن جرير عن ابن كعب
فى الآية قال تصير السموات جنانا وتصير مكان