ج ٥، ص : ٣١٣
وروى البخاري عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أم القرآن هى السبع المثاني والقران العظيم - وفى وجه التسمية بالمثاني اقوال قال ابن عباس رضى اللّه عنهما والحسن وقتادة لانها تثنّى فى الصلاة فيقرا فى كل ركعة - وقيل لانها مقسومة بين اللّه وبين العبد بنصفين نصفها ثناء ونصفها دعاء - عن أبى هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال يقول اللّه عزّ وجلّ قسّمت الصلاة بينى وبين عبدى نصفين الحديث وقد مر فى تفسير سورة الفاتحة - وقال الحسين بن الفضل سميت مثانى لانها نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة كل مرة معها سبعون الفا من الملائكة - وقال مجاهد سميت مثانى لأن اللّه تعالى استثناها وادّخرها لهذه الامة فما أعطاها غيرهم - وقال أبو زيد البلخي سميت مثانى لانها تثنى أى تصرف أهل الشر عن الفسق من قولهم ثنيت عنانى - وقيل لانها تثنى على اللّه عزّ وجلّ بصفاته العظام « ١ » - وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس قال سبعا يعنى سبع سور من المثاني للبيان فالمثانى اما من التثنية باعتبار تكرر قراءته أو ألفاظه أو قصصه ومواعظه قال وهى السبع « ٢ » الطوال أولها البقرة وآخرها الأنفال مع التوبة فانهما فى حكم سورة واحدة ولذلك لم يكتب بينهما سطر بسم اللّه - وقيل سابعها التوبة وحدها وقيل يونس - قال ابن عباس انما سميت السبع الطوال مثانى لأن الفرائض والحدود والأمثال والخير والشر والعبر ثنيت فيها يعنى تكررت - وقيل انها من الثناء باعتبار انه مثنّى عليه بالبلاغة والاعجاز ومثنّى على اللّه بما هو اهله من أسمائه وصفاته - روى محمّد بن نصر عن أنس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ان اللّه أعطاني السبع الطوال مكان التورية وأعطاني الراءات إلى الطواسين مكان الإنجيل وأعطاني ما بين الطواسين إلى الحواميم مكان الزبور وفضلنى بالحواميم والمفصل ما قزاهن نبى قبلى - وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس
قال اوتى النبي صلى اللّه عليه وسلم السبع الطوال واعطى موسى عليه السلام ستّا فلما القى الألواح رفغت ثنتان وبقيت اربع - وقيل المراد بالسبع الحواميم السبع روى البغوي بسنده
_________
(١) وعن عمر بن الخطاب قال فى قوله تعالى لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي قال السبع الطوال - وروى ذلك أيضا عن ابن عمر وابن عباس ومجاهد وسفيان وغيرهم - قلت والمثاني القرآن يذكر اللّه القصة الواحدة مرارا ١٢ منه رحمه اللّه
(٢) فى الأصل بصفاته العظيم