ج ٥، ص : ٤٢١
لانه يكفى المدعى ما أهمه وتذكيره على ان الحساب والشهادة مما يتولاه الرجال - كأنَّه قيل كفى بنفسك اليوم رجلا حسيبا - أو على تأويل النفس بالشخص أخرج البيهقي عن أنس رضى اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال الكتب كلها تحت العرش فإذا كان الموقف بعث اللّه تعالى ريحا فتطير بالايمان والشمائل - وأخرج ابن جرير عن قتادة قال سيقرأ يومئذ من لم يكن قاريا فى الدنيا - وقال البغوي قال الحسن لقد عدل عليك من جعلك حسيب نفسك وأخرج ابن المبارك عن الحسن قال كل اوتى فى عنقه قلادة فيها نسخة عملها فإذا طويت قلدها وإذا بعث نشرت له - وقيل له اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً - وأخرج أصبهاني عن أبى امامة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ان الرجل ليؤتى كتابه منشورا فيقول يا رب فاين حسنات كذا وكذا عملتها ليست فى صحيفتى فيقول محوت باغتيابك للناس -.
مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ لها ثوابها لا ينجى اهتداؤه غيره وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها عليها عقابه لا يردى ضلاله سواه واللّه اعلم أخرج ابن عبد البر بسند ضعيف عن عائشة قالت سالت خديجة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن أولاد المشركين قال هم من ابائهم - ثم سالته بعد ذلك فقال اللّه اعلم بما كانوا عاملين - ثم سالته بعد ما استحكم الإسلام فنزلت وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى أى لا تحمل حاملة حمل نفس اخرى أى ثقلها من الآثام بل انما تحمل وزر نفسها وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (١٥) يبيّن الحجج ويمهد الشرائع فيلزمهم الحجة - قال الشافعي فى هذه الآية دليل على انه لا وجوب قبل البعثة بالعقل - فلا يعذب من لم يبلغه الدعوة على الشرك ولا على شيء من المعاصي وقال أبو حنيفة رحمه اللّه الحاكم هو اللّه تعالى لكن العقل قد يدرك بعض ما وجب عليه - وهو التوحيد والتنزيهات والإقرار بالنبوة بعد مشاهدة المعجزات - فهذه الأمور غير متوقفة على الشرع وإلا لزم الدور لأن الشرع يتوقف عليها - فيجب على الإنسان إتيان هذه الأمور قبل بعثت الرسل ويعذب المشرك وان لم يبلغه الدعوة - ويؤيد هذا القول