ج ٥، ص : ٤٢٦
الإسلام فتسلم - قلنا اما الموءودة الواردة فى الحديث فالمراد بها الموءودة لها يعنى الام - والوائدة هى القابلة دفعا للتعارض - واما الأحاديث المذكورة فى كون أطفال المشركين فى النار فليس شيء منها يقوى قوة الأحاديث المتقدمة فسقطت بالأحاديث الصحيحة فضلا عن مصادمة القرآن - والقول يكون تلك الأحاديث منسوخة لا يجوز لأن الاخبار لا يحتمل النسخ - اللهم الا ان يقال ان اللّه رفع عنهم العذاب بعد ما كتب عليهم بشفاعة النبي صلى اللّه عليه وسلم - يدل عليه حديث ابن أبى شيبة عن أنس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سالت ربى اللاهين من ذرية البشر ان لا يعذبهم فاعطانيهم - قال ابن عبد البر هم الأطفال لأن أعمالهم كاللهو واللعب من غير عقل ولا عزم - قال السيوطي اختلف الناس قديما وحديثا فى أطفال المشركين على اقوال أحدها انهم فى النار للاحاديث المذكورة الّتي دلت على ذلك لكنها ضعيفة لا تقوم بها حجة - والثاني انهم فى الجنة والثالث انهم خدم أهل الجنة - (قلت لا تعارض بين هذين القولين فان خدم أهل الجنة فى الجنة) والرابع انهم فى مشية اللّه لا يحكم عليهم وهذا ما نقل عن الحمادين وابن المبارك وابن راهويه والشافعي ونقله النسفي عن أبى حنيفة (قلت ومبنى هذا القول على الاحتياط والصحيح ان هذا الحكم منسوخ كما ذكرنا) والخامس انهم يمتحنون فى الاخرة كما يمتحن اصحاب الفترة - لما أخرج البزار وأبو يعلى عن أنس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يؤتى باربعة يوم القيامة بالمولود والمعتوه ومن مات فى الفترة والشيخ الفاني كلهم يتكلم بحجته
فيقول الرب تبارك وتعالى لعنق من النار أبرز ويقول انى كنت ابعث إلى عبادى رسلا من أنفسهم وانى رسول نفسى إليكم ادخلوا هذه فيقول من كتب عليه الشقاء يا رب اندخلها ومنها كنا نفر ومن كتب عليه السعادة يمضى فيقتحم فيها مسرعا فيقول اللّه تعالى أنتم كنتم لرسلى أشد تكذيبا ومعصية فيدخل هؤلاء إلى الجنة وهؤلاء الى
النار - وأخرج البزار ومحمّد بن يحيى الذهبي عن أبى سعيد الخدري قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يحتج الهالك فى الفترة والمعتوه


الصفحة التالية
Icon