ج ٦، ص : ٢٤
قبرا مشرفا الا سوّيته - وما روى مسلم عن جابر قال نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ان يجصص القبر وان يبنى عليه وان يقعد عليه - وما روى الشيخان عن عائشة وابن عباس رضي اللّه عنهم قالا لما نزل برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم كشفها عن وجهه ويقول وهو كذلك لعنة اللّه على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد - قالت يحذّر مثل ما صنعوا قلت هذه الأحاديث تدل على كراهة تجصيص القبور والبناء عليها وجعل القبور مشرفة - ولا دلالة لها على كراهة بناء المسجد بقرب منها - ومعنى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد انهم يسجدون إلى القبور - كما هو صريح فى حديث أبى مرثد الغنوي قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها - رواه مسلم.
سَيَقُولُونَ أى المتنازعون فى عدد الفتية فى زمن النبي صلى اللّه عليه وسلم ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ أى جاعلهم اربعة بانضمامه إليهم وثلاثة خبر مبتدأ محذوف أى هم ثلاثة وجملة رابعهم كلبهم صفة لثلاثة وكذا ما بعده وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ لم يذكر بالسين اكتفاء بعطفه على ما هو فيه قال البغوي روى ان السيد والعاقب وأصحابها من نصارى نجران كانوا عند النبي صلى اللّه عليه وسلم فجرى ذكر اصحاب الكهف فقال السيد وكان يعقوبيّا كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم - وقال العاقب وكان نسطوريّا كانوا خمسة سادسهم كلبهم فرد اللّه عليهم قولهم بقوله رَجْماً بِالْغَيْبِ منصوب على المصدريّة بفعل مقدر يعنى يرجمون رجما ويرمون رميا بالخبر الغائب عنهم يعنى ليس فى خزانة علمهم ذلك - أو على العلية متعلق بقوله يقولون ومعنى رجما ظنّا وضع الرجم موضع الظن لانهم يقولون كثيرا رجم بالظن مكان قولهم ظن حتى لم يبق بينهم فرق بين العبارتين كذا قال فى المدارك يعنى ليس اخبار الفريقين مستندا إلى علم مطابقا للواقع وَيَقُولُونَ يعنى المسلمين بأخبار الرسول صلى اللّه عليه وسلم وعن جبرئيل سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ادخل الواو على الجملة الواقعة صفة للنكرة تشبيها لها بالواقعة حالا من المعرفة لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف والدلالة على ان اتصافه ثابت - وقيل هذه واو الثمان وذلك ان العرب يعدّ فيقول واحد اثنان ثلاثة اربعة خمسة ستة سبعة وثمانية لأن العقد كان عندهم سبعة كما هو اليوم عندنا عشرة ومنه قوله تعالى التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ - وقوله تعالى فى ازواج النبي صلى اللّه عليه وسلم عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ
تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً -


الصفحة التالية
Icon