ج ٦، ص : ٦٢
دليل على حياته - والظاهر ان الخضر عليه السلام لو كان حيّا في زمن النبي صلى اللّه عليه وسلم ما اعتزل عن صحبته فانه كان مبعوثا إلى الناس كافة - ولهذا قال عليه السّلام لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعى - رواه أحمد والبيهقي في شعب الايمان في حديث جابر وسينزل عيسى بن مريم ويقتدى برجل من المسلمين - كذا روى مسلم في حديث عن أبى هريرة عن جابر ولا يمكن حل هذا الاشكال الّا بكلام المجد للالف الثاني رضي اللّه عنه فانه حين سئل عن حيوة الخضر عليه السلام ووفاته توجه إلى اللّه سبحانه مستعلما من جنابه عن هذا الأمر - فراى الخضر عليه السلام حاضرا عنده فساله عن حاله فقال انا والياس لسنا من الاحياء لكن اللّه سبحانه اعطى لارواحنا قوة نتجسد بها ونفعل بها افعال الاحياء من ارشاد الضال واغاثة الملهوف إذا شاء اللّه وتعليم العلم اللدني وإعطاء النسبة لمن شاء اللّه تعالى - وجعلنا اللّه تعالى معينا للقطب المدار من اولياء اللّه تعالى الّذي جعله اللّه تعالى مدارا للعالم جعل بقاء العالم ببركة وجوده وإفاضته - وقال الخضران القطب في هذا الزمان في ديار اليمن متبع للشافعى في الفقه - قال فنحن نصلى مع القطب صلوة على مذهب الشافعي فبهذا الكشف الصحيح اجتمع الأقوال وذهب الاشكال والحمد للّه الكبير المتعال -.
وَيَسْئَلُونَكَ يعنى اليهود أو « ١ » مشركى مكة امتحانا عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قال البغوي اختلفوا في اسمه قيل اسمه مرزبان بن مرزية اليوناني من ولد يافث بن نوح عليه السلام وقيل اسمه إسكندر ابن قبيس بن فيلقوس الرومي قلت وهو الأصح لما أخرج ابن إسحاق وابن المنذر وابن أبى حاتم والشيرازي في الألقاب وأبو الشيخ عن وهب بن منبه اليماني وكان له علم بالأحاديث الاولى انه كان يقول كان ذو القرنين رجلا من الروم ابن عجوز من عجائزهم ليس لها ولد غيره وكان اسمه الإسكندر - وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال الإسكندر هو ذو القرنين - قال البغوي واختلفوا في نبوته فقال بعضهم كان نبيا وقال أبو الطفيل سئل علىّ عن ذى القرنين ا كان نبيا أم كان ملكا قال لم يكن نبيّا ولا ملكا ولكن كان عبدا احبّ اللّه فاحبّه اللّه وناصح اللّه فناصحه - قلت وكذا أخرج ابن مردوية عن سالم بن أبى الجعد قال سئل على عن ذى القرنين أنبي هو قال سمعت نبيكم صلى اللّه عليه وسلم يقول هو عبد ناصح اللّه فنصحه « ٢ » قال البغوي وروى ان عمر سمع رجلا يقول لاخر يا ذو القرنين فقال تسميتم بأسماء الأنبياء فلم ترضوا حتى تسموا بأسماء الملائكة قال والأكثرون على انه كان ملكا عادلا صالحا قال البغوي واختلفوا في سبب تسميته بذي القرنين قال الزهري لأنه بلغ قرنى الشمس مشرقها ومغربها وقيل لأنه ملك الروم والفارس وقيل لأنه دخل النور والظلمة وقيل لأنه رأى في المنام
_________
(١) وفي الأصل مشركوا مكة ١٢ أبو محمد عفى عنه -
(٢) خالد بن سعد ان النبي صلى اللّه عليه وسلم سئل عن ذى القرنين فقال ملك يمسح الأرض من سمحتها بالأسباب ١٢ ازالة الخفا - منه رح.


الصفحة التالية
Icon