ج ٦، ص : ٧٤
لا يكون لى حق كل واحد وان الذين يدخلون الجنة بغير حساب لا ينصب لهم ميزان وكذلك من يعجل به إلى النار بغير حساب وهم المذكورون في قوله تعالى يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ الآية - وهذا الّذي قاله القرطبي يجمع بين القولين والآيتين - والفريق الذين فيعجل هم الّذين لا يقام لهم وزن وبقية الكفار ينصب لهم الميزان كذا قال السيوطي - قلت ويحتمل تخصيص الكفار المذكورين بالمنافقين (لانهم الذين يبقون في المسلمين) واهل الكتاب الذين لا يبدلون بعد لحوق كل أمة بما كانت تعبد.
ذلِكَ يعنى الأمر ذلك وقوله جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ جملة مستأنفة مبيّنة له ويجوز ان يكون ذلك مقيد؟؟؟ الجملة خبره والعائد محذوف أى جزاؤهم به أو جزاؤهم بدله وجَهَنَّمُ خبره أو جزاؤهم خبره وجهنّم عطف بيان للخبر بِما كَفَرُوا أى بسبب كفرهم وَاتَّخَذُوا واتخاذهم آياتي وَرُسُلِي هُزُواً (١٠٦) أى سخرية وهزوا بهم..
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ فيما سبق في حكم اللّه ووعده جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (١٠٧) عن أبى هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال إذا سالتم اللّه فاسئلوه الفردوس فانه اوسط « ١ » الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجّر انهار الجنة متفق عليه وأخرج الترمذي والحاكم عن عبادة بن الصامت والبيهقي « ٢ » عن معاذ بن جبل نحوه ان النبي صلى اللّه عليه وسلم قال ان الجنة مائة درجة بين كل درجتين كما بين السماء والأرض والفردوس أعلاها درجة ومن فوقها يكون العرش ومنها تفجّر النهار الجنة الاربعة فإذا سالتم اللّه فاسئلوه الفردوس وأخرج البزار عن العرباض بن سارية والطبراني عن أبى امامة نحوه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا سالتم اللّه فاسئلوه الفردوس فانه أعلى الجنة - وزاد في حديث أبى امامة ان أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش - قال البغوي قال كعب ليس في الجنان أعلى من جنة الفردوس فيها ا لا ترون بالمعروف والناهون عن المنكر وقال مقاتل الفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها وأنعمها - وأخرج أحمد والطيالسي والبيهقي عن أبى موسى قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جنات الفردوس اربع جنتان من ذهب حليتهما وأبنيتهما وما فيها وجنتان من فضة الحديث - قلت هذا الحديث يدل على ان كل جنة يسمى بالفردوس والصحيح هو الأول فاما في هذا الحديث سهو من الراوي أو المراد بالفردوس معناه اللغوي - قال كعب الفردوس البستان فيه الأعناب وقال مجاهد هو البستان بالرومية وقال عكرمة
_________
(١) قال السيوطي المراد بوسط الجنة خيارها - ١٢ منه رح.
(٢) وفي الأصل عن عبادة بن الصامت والبيهقي نحوه عن معاذ بن جبل نحوه - أبو محمد عفى عنه.


الصفحة التالية
Icon