ج ٦، ص : ١٣٠
النازعات بتأويل المكان - وقيل هو كثنى من الطى مصدر لنودى أو لمقدس أى نودى ندائين أو قدس مرتين - قلت اصل الطى الدرج وجعل الشيء بعضه على بعض فلاجل هذه المشابهة استعمل بمعنى التثنية وقرأ الباقون بلا تنوين للعلمية والعدل لأنه علم للوادى معدول عن طاو - أو للتانيث مع العلمية بتأويل ابقعة عطف بيان للوادى - قال الضحاك وادي طوى مستدير عميق مثل الطور في استدارته وقيل طوى بالتنوين مصدر قائم مقام فعله حال من الضمير المرفوع المستكن في الظرف الراجع إلى المخاطب وهو موسى - وهو اشارة إلى حالة حصلت له على طريق الاجتباء فكانه طوى عليه أى قطع عليه مسافة لو اجتهد في قطعها لبعد عليه غاية البعد - قالت الصوفية العلية عروج القلب إلى أصله أى إلى فوق العرش لو حصل بالاجتهاد فرضا لحصل في مدة خمسين الف سنة بل اكثر فان المسافة بين الأرض إلى العرش خمسين الف سنة وهى المكنيّة بقوله تعالى فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ لكن ذلك العروج انما يحصل بجذب الشيخ على سبيل الاجتباء قال العارف الرومي قدس سره
سير زاهد هر شبى يك روزه راه سير عارف هر دمى تا تخت شاه
وَأَنَا اخْتَرْتُكَ للنبوة والرسالة واصطفيتك قرأ حمزة وانّا مشددة النون واخترنك على التعظيم فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى (١٣) إليك اللام متعلق بكل من الفعلين على سبيل التنازع.
إِنَّنِي قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء والباقون بإسكانها أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي ولا تعبد غيرى - الجملة بدل من ما يوحى دال على انه مقصور على تقدير التوحيد الّذي هو كمال العلم والأمر بالعبادة الّتي هى كمال العمل وَأَقِمِ الصَّلاةَ تخصيص بعد تعميم لكمال الاهتمام بها وعلو منزلتها في سائر العبادات قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - الصلاة عماد الدين - رواه أبو نعيم والبيهقي عن عمرو صاحب مسند الفردوس عن على رضى اللّه عنه بلفظ الصلاة عماد الايمان وابن عساكر عن أنس بلفظ الصلاة نور الايمان - وفي الصحيحين عن ابن مسعود قال سألت النبي صلى اللّه عليه وسلم اىّ الأعمال أحب إلى اللّه - قال الصلاة. وروى مسلم عن جابر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة وروى أحمد واصحاب السنن عن بريدة نحوه وروى أحمد والدارمي والبيهقي عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص عن النبي صلى اللّه


الصفحة التالية
Icon