ج ٦، ص : ١٧٥
رحمة للعالمين - وجملة سبقت صفة لكلمة وخبر المبتدا محذوف يعنى لو لا كلمة سبقت حاصلة لَكانَ إهلاكنا هؤلاء الكفار بمثل ما نزل بالقرون الخالية نم من عاد وثمود وأشباههم لِزاماً أى ملازما لهؤلاء الكفار غير منفك عنهم - مصدر من باب المفاعلة وصف به مبالغة أو على انه بمعنى الفاعل أو اسم فمعز الدولة سمى به اللازم لفرط لزومهم وَأَجَلٌ مُسَمًّى (١٢٩) عطف على كلمة أى ولو لا أجل مسمى لمدة بقائهم في الدنيا أو لقيام القيامة أو لعذابهم ففى الكلام تقديم وتأخير تقديره ولو لا كلمة سبقت من ربّك وأجل مسمّى لكان لزاما - وجاز ان يكون أجل مسمّى عطف على الضمير المستكن في كان ولا بأس به بوجود الفصل - والتقدير على هذا ولو لا كلمة سبقت من ربّك بتأخير العذاب لكان العذاب العاجل والعذاب المؤجل بأجل مسمّى كلاهما لازمين لهم - والجملة الشرطية اعنى لو لا كلمة إلى آخره معطوفة على جملة محذوفة مفهومة من قوله وكم أهلكنا - تقديره كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم وهؤلاء الكفار مثلهم في استحقاق نزول العذاب - ولو لا كلمة لكان لزاما وأجل مسمّى -.
فَاصْبِرْ يا محمد يعنى إذا علمت انّ عذاب هؤلاء الكفار مؤجل إلى أجل مسمى فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ فيك وَسَبِّحْ يعنى صل متلبسا بِحَمْدِ رَبِّكَ يعنى حامدا على ما وقفك للصلوة والتسبيح واعانك عليه - كانّ فيه اشارة إلى ان العبد ان صدر منه العبادة لا يغتربه بل يشكر اللّه على إتيانه واعانته كما يشير إليه قوله تعالى إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ بعد قوله إِيَّاكَ نَعْبُدُ يعنى نستعين بك على عبادتك ويمكن ان يستنبط من هذه الآية وجوب قراءة الفاتحة في كل صلوة على ما صرح به النبي صلى اللّه عليه وسلم حيث قال لا صلوة الا بفاتحة الكتاب - وفي لفظ لا صلوة لمن لم يقراء بفاتحة الكتاب - رواه الشيخان في الصحيحين واحمد فان الآية اقتضت بإتيان الصلاة متلبسا بالحمد - لكن التلبس مجمل فالتحق قول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بيانا له وظهر ان المراد بالتلبس بالحمد قراءة الفاتحة الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ إلى اخر السورة قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ يعنى صلوة الصبح وَقَبْلَ غُرُوبِها يعنى صلوة العصر - وقيل المراد بقبل الغروب بعد نصف النهار