ج ٦، ص : ٢٢٠
قال له إبليس فات الإبل حين وضعت »
وثبتت في مراعيها فلم يشعر الناس حتى ثار « ٢ » من تحت الأرض اعصارا « ٣ » من نار لا يدنوا من شيء الا قد احترقت فاحرقها ورعاها حتى اتى على آخرها ثم جاء عدو اللّه إبليس في صورة قيم عليها على قعود إلى أيوب فوجده قائما يصلى فقال يا أيوب أقبلت نار حتى غشيت إبلك فاحترقتها ومن فيها غيرك فقال أيوب الحمد للّه الّذي هو أعطاها وهو أخذها وقد عاما وطنت مالى نفسى على الغنى قال إبليس فان ربك أرسل عليها نارا من السماء فاحترقت فنزلت الناس مبهوتين يتعجبون منها منهم من يقول ما كان أيوب يعبد شيئا وما كان الا في غرور ومنهم من يقول لو كان اله أيوب يقدر على ان لا يضيع شيئا وليه ومنهم من يقول بل هو الّذي فعل ليشمت به عدوه ويفجع صديقه قال أيوب الحمد للّه حين أتاني وحين نزع منى عريانا خرجت من بطن أمي وعريانا أعود في التراب وعريانا احشر إلى اللّه عزّ وجلّ ليس لك ان تفرح حين أعارك وتجزع حين قبض عاريته اللّه اولى بك وبما اعطاك ولو علم اللّه فيك أيها العبد خير النقل روحك مع تلك الأرواح وصرت شهيدا ولكنه علم منك شرا فاخرجك فرجع إبليس إلى أصحابه خاسيأ ذليلا فقال لهم ماذا عندكم من القوة فانى لم أكلم قلبه قال عفريت عندى من القوة ما إذا شئت صحت صيحة لا يسمعه ذو روح إلا خرجت مهجة « ٤ » نفسه قال إبليس فات الغنم ورعاها فانطلق حتى توسطها صاح صيحة فحتمت أمواتا من عند آخرها وما رعاها ثم جاء متمثلا بقهرمان الرعاة إلى أيوب وهو يصلى فقال له مثل القول الأول فرد أيوب عليه مثل الرد الأول ثم رجع إبليس إلى أصحابه فقال ما عندكم من القوة فانى لم أكلم قلب أيوب فقال عفريت عندى من القوة ما إذا شئت تحولت ريحا عاصفا ينشف كل شرياتى عليه قال
فآت القدّادين
_________
(١) وضعت الإبل ألزمتها المرعى فهى موضوعة ١٢ قاموس.
(٢) الثور الهجان والوثب والسطوح ١٢ قاموس.
(٣) الاعصار الريح تثير السحاب أو الّتي فيها نار أو التي يهب من الأرض بنحو السماء ١٢ قاموس.
(٤) أى الدم أو دم القلب أو الروح ١٢.


الصفحة التالية
Icon