ج ٦، ص : ٢٢٧
بعد ما ذكر نفسه بما يوجبها واكتفى بذلك عن عرض المطلوب لطفا في السؤال.
فَاسْتَجَبْنا لَهُ دعاءه استجاب اللّه دعاءه وقال له ارفع رأسك فقد استجيب لك فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ قيل له اركض برجلك فركض برجله فنبعت عين ماء فامره ان يغتسل فاغتسل منها فذهب كل داء كان لظاهره وعاد إليه شبابه وجماله احسن ما كان - ثم مشى أربعين خطوة فامره ان يضرب برجله مرة اخرى فضرب برجله فنبعت عين اخرى ماء بارد فامره فشرب منها فذهب كل داء كان بباطنه - فصار كاصح ما يكون من الرجال وأجملهم - وكسى حلة قال فجعل يلتفت فلا يرى شيئا مما كان له من أهل ومال الا قد ضاعفه اللّه - حتى واللّه ذكر لنا ان الماء الّذي اغتسل منه تطائر على صدره جرادا من ذهب فجعل يضربه بيده - فاوحى اللّه إليه يا أيوب الم أغنك قال بلى ولكنها بركتك فمن يشبع منها وروى البخاري عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بينا أيوب يغتسل عريانا فخر عليه جراد من ذهب فجعل أيوب يحثى في ثوبه - فناداه ربه يا أيوب الم أغنيتك عما ترى قال بلى وعزتك ولكن لا غنى بي عن بركتك قال الحسن فخرج أيوب حتى جلس على مكان مشرف - ثم ان امرأته قالت ارايتك ان كان طردنى إلى من أكله -ء أدعه يموت جزعا ويضيع فتاكله السباع لارجعنّ إليه فرجعت - فلا كناسة ترى ولا تلك الحالة الّتي كانت وإذا الأمور قد تغيرت فجعلت تطوف حيث كانت الكناسة وتبكى وذلك بعين أيوب وهابت صاحب الحلة ان تأتيه فتسئل عنه فدعاها أيوب فقال ما تريدين يا أمة اللّه فبكت وقالت أردت ذلك المبتلى الّذي كان منبوذا على الكناسة لا أدرى أضاع أم ما فعل فقال ما كان منك فبكت وقالت بعلى قال قهل تعرفينه إذا رايتيه قالت وهل يخفى على أحد راه - ثم جعلت تنظر إليه وهى تهابه ثم قالت اما انه أشبه خلق بك إذ كان صحيحا قال فانى انا أيوب الّذي أمرتني ان اذبح لابليس وانى أطعت اللّه وعصيت الشيطان ودعوت اللّه سبحانه فرد علىّ ما ترين - وقال وهب لبث أيوب في البلاء سنين فلما غلب أيوب
إبليس ولم يستطع منه شيئا اعترض امرأته في هيئة ليست كهيئة بنى آدم في العظم والجسم والجمال على مركب ليس في مراكب الناس له عظم وبهاء وكمال - فقال لها اما بنت صاحبة أيوب هذا الرجل المبتلى قالت نعم قال فهل تعرفيننى قالت لا - قال انا اله الأرض وانا الّذي؟؟؟ نعت بصاحبك ما صنعت لأنه عبد اللّه السماء


الصفحة التالية
Icon