ج ٦، ص : ٢٢٨
وتركنى فاغضبنى - ولو سجد لى سجدة واحدة رددت عليه وعليك كل ما كان لكما من مال وولد فانه عندى ثم أراهم أباهم في بطن الوادي الّذي لقيها فيه قال وهب وقد سمعت انه قال لها لو ان صاحبك أكل طعاما ولم يسم اللّه عليه لعرفى ما به البلاء واللّه اعلم - وفي بعض الكتب ان إبليس قال لها اسجدي لى سجدة حتى اردّ عليك المال والأولاد وأعافي زوجك فرجعت إلى أيوب فاخبرته بما قال لها قال قد أتاك عدو اللّه ليفتنك عن دينك - ثم اقسم ان اللّه عافاه ليضربنّها مائة جلدة - وقال عند ذلك مسّنى الضّر من طمع إبليس في سجود حرمى له دمائه إياها وإياي إلى الكفر ثم ان اللّه رحم رحمة امراة أيوب بصبرها مع أيوب على البلاء وخفف عنها - وأراد ان يبرّ يمين أيوب فقال وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث - فاخذ أيوب ضغثا يشتمل على مائة عود صغارا فضربها ضربة واحدة وروى ان إبليس اتخذ تابوتا وجعل فيه ادوية وجعل على طريق امرأته يداوى الناس - فمرت به امراة أيوب فقالت ان لى مريضا أفتداويه - قال نعم - واللّه لا أريد شيئا الا ان يقول إذ شفيته أنت شفيتنى - فذكرت ذلك لايوب فقال هو إبليس قد خدعك وحلف ان شفاه اللّه يضربها مائة جلدة وقال وهب وغيره كانت امراة أيوب عليه السلام تعمل للناس وتجيئه بقوته فلما طال عليه البلاء وشتمها النّاس فلم يستعملها أحد ثم التمست يوما من الأيام ما تطعمه فما وجدت شيئا فجزّت من راسها قرنا فباعته برغيف فاتته به - فقال لها اين قرنك فاخبرته فحينئذ قال مسنّى الضّرّ وقال قوم انما قال ذلك حين قصده الدود إلى قلبه ولسانه فخشى ان يبقى عن الذكر والفكر - وقال حبيب بن
ثابت لم يدع اللّه بالكشف عنه حتى ظهرت له ثلاثة أشياء - أحدها - قدم عليه صديقان حين بلغهما خبره فجاء إليه ولم يبق له عيناه ورأيا امرا فقالا لو كان لك عند اللّه منزلة ما أصابك هذا والثاني ان امرأته طلبت طعاما فلم تجد ما تطعمه فباعت ذوابتها وحملت إليه طعاما - والثالث قول إبليس ان أداويه على ان يقول أنت شفيتنى - وقيل ان إبليس وسوس ان امرأتك زنت فقطعت ذوأبتها - فحينئذ عيل صبره فدعى وحلف ليضربنّها مائة جلدة - وقيل معناه مسّنى الضّرّ من شماتة الأعداء حتى روى انه قيل له بعد ما عوفى ما كان أشد عليك في بلائك وقال شماتة الأعداء - وقيل قال ذلك حين وقع دودة من فخذه فردها إلى موضعها وقال كلى قد جعلنى اللّه طعامك - فعضته عضة زاد المها على جميع ما قاسى من عض الديدان -