ج ٦، ص : ٢٥١
يراه كل واحد على غيره وَلكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ
فارهقهم هوله بحيث طير عقولهم واذهب تميزهم استدراك لدفع توهم خفة الأمر الناشي عن نفى السكر قالوا هذه الآية تدل على ان هذه الزلزلة تكون في الدنيا لأن بعد البعث لا يكون حبل ولارضاع ويرد عليه ان قوله تعالى يا أيها الناس اتقوا اما خطاب للناس عامة واما للموجودين عند نز ول الآية خاصة وعلى كلا التقديرين كون زلزلة الساعة الّتي هى من شرائطها شديدة هائلة لا يصلح تعليلا للامر بالتقوى في حق المخاطبين لأن شدتها وهولها لا تلحق الا بالموجودين عندها لا بجميع الناس ولا بالموجودين في زمن النبي صلى اللّه عليه وسلم وقال ابن عباس رضى اللّه عنه زلزلة الساعة قيامها وذلك بعد نفخة البعث وقيام الناس من قبورهم واختاره الحليمي وغيره قالوا خرج هذه الآية مخرج المجاز والتمثيل لشدة الهول والفزع لا على الحقيقة نظيره قوله تعالى يوما يجعل الولدان شيبا ولا شيب فيه انما هو مجاز لشدة الهول واستدلوا على ذلك بما أخرجه أحمد والترمذي وصححه عن عمران بن حصين قال كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فنزلت يا أيها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم إلى قوله عذاب اللّه شديد قال أتدرون اىّ يوم ذلك قالوا اللّه ورسوله اعلم قال يوم يقول اللّه لآدم ابعث بعث النار الحديث وقال البغوي روى عن عمران بن حصين وابى سعيد الخدري وغيرهما ان هاتين الآيتين نزلتا في غزوة بنى المصطلق ليلا فنادى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقرأ عليهم فلم ير اكثر باكيا من تلك الليلة فلما أصبحوا لم يحطوا السرج عن الدواب ولم يضربوا الخيام ولم يطبخوا قدرا والناس من بين باك أو جالس حزين متفكر فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أتدرون يوم ذلك قالوا اللّه ورسوله اعلم قال ذلك يوم يقول اللّه عزّ وجلّ لآدم قم فابعث بعث النار من ولدك فيقول آدم من كل كم كم فيقول اللّه عزّ وجلّ من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار و
واحد إلى الجنة فكبر ذلك على المسلمين وبكوا وقالوا فمن ينجو كما يا رسول اللّه فقال رسول اللّه