ج ٦، ص : ٢٦٣
والوليد بن عتبه قال محمد بن إسحاق خرج يعنى يوم بدر عتبه بن ربيعه بين أخيه شيبه بن ربيعه وابنه الوليد بن عتبة حتى إذا وصلوا إلى الصف دعوا إلى المبارزة فخرج إليهم فتية من الأنصار ثلثة عوف ومعاذ ومعوذ ابنا الحارث وأمهما عفراء وعبد اللّه بن رواحه فقالوا من أنتم فقالوا رهط من الأنصار حين انتسبوا اكفاء كرام ثم نادى مناديهم يا محمد أخرج إلينا اكفائنا من قومنا فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قويا عبيدة بن الحارث يا حمزة بن عبد المطلب ويا على بن أبى طالب فلما دنوا قالوا من أنتم فذكروا قالوا نعم اكفاء كرام فبارز عبيدة وكان أسن القوم عتبة وبارز حمزة شيبة وبارز علىّ الوليد بن عتبة فاما حمزة فلم يمهل ان قتل شيبة وعلىّ الوليد واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتان كلاهما اثبت صاحبه فكرّ حمزة وعلىّ بأسيافهما على عتبة « ١ » فدفعا عليه واحتملا عبيدة إلى أصحابه وقد قطعت رجله ومخها يسيل فلما أتوا بعبيدة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال الست شهيدا قال بلى فقال عبيدة لو كان أبو طالب حيا لعلم انا أحق بما قال منه حيث يقول شعر
كذبتم وبيت اللّه يبزى « ٢ » محمدا ولما نطاعن دونه ونناصل « ٣ »
ونسلمه حتى نصرع حوله نذهل عن أبنائنا والحلائل
وأخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة ان الآية نزلت في المسلمين واهل الكتاب فقال أهل الكتاب نحن اولى باللّه منكم واقدم منكم كتابا ونبينا قبل نبيكم وقال المؤمنون نحن أحق باللّه آمنا بنبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم ونبيكم وبما انزل اللّه من كتاب وأنتم تعرفون نبينا وكتابنا وكفرتم به حسدا فهذا خصومتهم في ربهم وقال مجاهد وعطاء بن رباح الكلبي هم المؤمنون والكافرون من اىّ ملة كانوا وقال بعضهم جعل الأديان ستة في قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا الآية
_________
(١) دفغا عليه أى اسرعا قتله ١٢.
(٢) على صيغة المجهول أراد لا يبزى حذف لا في جواب القسم وهى مراده أى لا يقهر ولا يغلب والبز بالزاء المعجمة الغلبة والقهر ١٢.
(٣) التناصل الترامي بالسهام ١٢. [.....]