ج ٦، ص : ٢٦٧
صلى اللّه عليه وسلم لو ان ادنى أهل الجنة حليه عدلت حليته بحلية أهل الدنيا جميعا لكان ما يحليه اللّه تعالى به في الآخرة أفضل من حلية أهل الدنيا جميعا وأخرج أبو شيخ في العظمة عن كعب الأحبار قال ان اللّه تعالى ملكا يصوغ حلى أهل الجنة من يوم حلقه إلى ان تقوم الساعة ولو ان حليا أخرج من حلى أهل الجنة لذهب بضوء الشمس وأخرج الشيخان في الصحيحين عن أبى هريرة ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الضوء وأخرج في الزهد من طريق عمران بن خالد عمن أدرك اصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم انهم قالوا من ترك لبس الذهب وهو يقدر عليه البسه اللّه إياه في حظيره القدس ومن ترك الخمر وهو يقدر عليه سقاه اللّه إياه من حظير القدس وأخرج النسائي والحاكم عن عقبة بن عامر رضى اللّه عنه ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يمنع أهل الحلية والحرير ويقول ان كنتم تحبون حلية الجنة وحريرها فلا تلبسوها في الدنيا وعن عمر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ حال من فاعل يحلون أو عطف عليه وغيّر اسلوب الكلام للدلالة على ان الحرير لباسهم المعتاد أو للمحافظة على رؤس الآي أخرج البزار وأبو يعلى والطبراني من حديث جابر بسند صحيح عن أبى الخير مرثد بن عبد اللّه قال في الجنة شجرة تنبت السندس يكون ثياب أهل الجنة وروى النسائي والطيالسي والبزار والبيهقي بسند جيد عن ابن عمر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تنشق عنها يعنى ثياب أهل الجنة ثمر الجنة مرتين وأخرج ابن المبارك عن أبى هريرة قال ان دار المؤمن درة مجوفة فيها أربعين بيتا في وسطها شجرة تنبت الجلل فيذهب فياخذ بإصبعه سبعين حلة منظم باللؤلؤ والزبرجد والمرجان - فصل وأخرج الشيخان عن حذيفة قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول لا تلبسوا
الحرير ولا الديباج ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافها فانها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة وأخرج الشيخان عن عمر رضى اللّه عنه قال قال النبي صلى اللّه عليه وسلم من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة وأخرج مثله من حديث أنس والزبير وأخرج النسائي والحاكم عن أبى هريرة ان النبي صلى اللّه عليه وسلم قال من