ج ٦، ص : ٤٠٦
رضى اللّه عنهم كانوا عدولا كلهم مجتنبين من الكبائر أو التائبين والتائب من الذنب كمن لا ذنب له - فالمراد بقوله تعالى.
وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ خفت اعماله الحسنة أو كفة حسناته بحيث لا يكون لها ثقل أصلا - وذلك هو الكافر لا محالة - أخرج البزار والبيهقي عن أنس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال يؤتى ابن آدم يوم القيامة فيوقف بين كفتى الميزان ويؤكل به ملك فان ثقلت موازينه نادى الملك بصوت يسمع الخلائق سعد فلان لا يشقى بعده ابدا وان خفت موازينه نادى الملك بصوت يسمع الخلائق شقى فلان شقاوة لا يسعد بعده ابدا - والمراد بالخفة في هذا الحديث أيضا مالا يكون له ثقل أصلا - قلت لعل عصاة المؤمنين يوزن أعمالهم مرتين فان كان في حسناته بعض خفة يدخل في النار حتى يخلص ثم يوزن ثانيا بعد التطهير فيثقل موازينه وحينئذ ينادى الملك سعد فلان سعادة لا يشقى بعده ابدا وقد ذكرنا بعض تحقيقات المقام في سورة القارعة والدليل على ان المراد بهذه الآية هم الكفار خاصة دون عصاة المؤمنين قوله تعالى خبرا للموصول فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ غبنوها وضيعوا زمان استكمالها فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ (١٠٣) بدل من الصلة أو خبر ثان لاولئك أو خبر مبتدا محذوف تقديره وهم في جهنّم خالدون.
تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ أى تحرقها كذا في القاموس - واما المؤمن فلا يحرق وجوههم النار لما أخرج مسلم عن جابر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يدخل قوم النار من هذه الامة فتحرقهم الّادارة وجوههم ثم يخرجون منها - وأخرج ابن مردوية والضياء عن أبى الدرداء قال سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن قوله تعالى تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ - قال تلفحهم لفحة فتسيل لحومهم على أعقابهم وأخرج الطبراني في الأوسط وأبو نعيم عن أبى هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال ان جهنم لما سيق إليها أهلها تلفتهم يعنى فلفحتهم لفحة فما