ج ٦، ص : ٤٧٥
كبره وأيضا كان مسطح وحسان ممن شهد بدرا وقد غفر اللّه لاهل بدر ما تقدم من ذنبهم وما تأخر وقد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لاهل بدر اعملوا ما شئتم فان اللّه قد غفر لكم وقد قال اللّه تعالى في حق جميع الصحابة وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى يعنى الجنة - وهذه الآية لا ينافى العذاب لأن دخول الجنة قد يكون بعد التعذيب - وقال قوم هو حسان بن ثابت روى البخاري عن مسروق قال دخلت على عائشة وعندها حسان بن ثابت ينشرها شعرا يشبب بأبيات له شعر
حصان « ١ » رزان ما تزنّ بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
فقالت له عائشة لكنك لست كذلك قال مسروق فقلت لها لم تأذني « ٢ » له ان يدخل عليك وقد قال اللّه وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ - قالت واىّ عذاب أشد من العمى وقد كان يرد عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعنى كان يهجو المشركين إذا كانوا يهجون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - وعلى هذا المراد بالعذاب العظيم عذاب الدنيا ولكن الصواب هو الأول -.
لَوْ لا هلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ أى حديث الافك من المنافقين أيها العصبة المؤمنة ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ أى باهل دينهم من المؤمنين والمؤمنات يعبر من أهل الدين بالأنفس كما في قوله تعالى لا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وقوله تعالى لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ وقوله تعالى لا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وقوله تعالى فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ - لأن المؤمنين واهل كل دين من الأديان كنفس واحدة خَيْراً كان حق الكلام لو لا إذ سمعتموه ظننتم بانفسكم خيرا فعدل من الخطاب
_________
(١) الحصان المرأة العفيفة - الرزان امراة ذات ثبات ووقار وسكون - والرزانة في الأصل الثقل لا تزن أى لاتتهم والزنة التهمة - غرثى المرأة الجائعة - يعنى زنيست عفيفه با وقار وسكينه تهمت كرده نميشود بچيزى كه موجب شك باشد وصبح مى كند در حاليكه خاليست شكم أو از گوشت زنان غافلات يعنى غيبت هيچكس نميكند - ١٢ منه رحمه اللّه
(٢) وفي الصحيح للبخارى قلت (اى قال مسروق قلت لعائشة) تدعين (بحذف همزة الاستفهام أى اتتركين) فما قاله المفسر رحمه اللّه تعالى لا يستقيم بوجه لأن لم الاستفهامية لا تجزم المضارع وعلى جعل قوله لم تأذني نهيا لا يمكن ان تقام لم الجازمة مقام لا للنهى فالاولى ان يقال ان الصحيح من المفسر رحمه اللّه تعالى لم تأذنين استفهام والغلط من الناسخ واللّه تعالى أعلم - الفقير الدهلوي.