ج ٦، ص : ٥٠٨
من اخوان الشياطين واقعة حال محمول على حالة شدة التوقان وخوف الفتنة - ثم النكاح يكون عبادة باقتران حسن النية بان يريد كثرة أهل الإسلام وغض البصر ونحو ذلك - وهذا شيء غير مختص بالنكاح بل الاكل والشرب والبيع والشراء والاجارة وسائر المعاملات المباحة كلها مع اقتران حسن النية تصير عبادات قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم طلب الحلال فريضة بعد الفريضة رواه الطبراني والبيهقي عن ابن مسعود ورواه الطبراني عن أنس بن مالك بلفظ طلب الحلال واجب على كل مسلم - وكما ان النكاح فرض على الكفاية لبقاء النسل كذلك الاكل والشرب بقدر ما يسد الرمق فرض عين والتجارة وسائر انواع الحرف فرض على الكفاية أيضا لو تركها الناس أجمعون اختل امر معاشهم ومعادهم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم التاجر الصدوق الامين مع النبيين والصديقين والشهداء - رواه الترمذي عن أبى سعيد الخدري وحسنه ورواه ابن ماجة من حديث ابن عمر نحوه والبغوي في شرح السنة عن أنس نحوه لكن حسن تلك الأشياء انما هو بالغير واما حسن الذكر والانقطاع إلى اللّه فانما هو بذواتهما فاين هذا من ذك عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حكاية عن اللّه سبحانه لا يزال عبدى يتقرب الىّ بالنوافل حتى أحببته الحديث رواه البخاري ولم يقل اللّه سبحانه لا يزال عبدى يتقرب الىّ بالنكاح أو بالأكل والشرب وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما اوحى الىّ ان اجمع المال وأكون من التاجرين ولكن اوحى الىّ ان اسبح بحمد ربك وأكن من الساجدين - رواه البغوي في تفسير سورة الحجر - وما قيل في جواب حال يحيى انه كان أفضل في شريعتهم وقد نسخت الرهبانية في شريعتنا فليس بشيء بل النكاح كان أفضل من العزوبة في كل دين كما يدل عليه قوله صلى اللّه عليه وسلم اربع من سنن المرسلين


الصفحة التالية
Icon