ج ٧، ص : ١٧٣
وقيل معناه لا نريد ان نكون من الجاهلين يعنون انه ان صدر منا شتمكم وسبّكم فى مقابلة ما صدر منكم شتمنا فنكون حينئذ مثلكم ونحن لا نريد ذلك نعوذ باللّه ان نكون من الجاهلين والجملة الشرطية اعنى إذا سمعوا اللّغو إلى آخره معطوف على قوله وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ قال البغوي وهذا كان قبل ان يؤمر المسلمون بالقتال قلت وهذا القول من البغوي لا يطابق ما ذكر من سبب نزول الآية فان الآية نزلت امّا فى عبد اللّه بن سلام وأصحابه وكان إسلامهم بعد الهجرة واما فى اصحاب النجاشي حين قدموا مع جعفر بن أبى طالب وذلك فى غزوة خيبر سنة ست من الهجرة واما فى أربعين من أهل نجران وثمانية من أهل الشام وكل ذلك كان بعد الهجرة بعد ما أمرنا بالقتال واللّه اعلم - أخرج مسلم وغيره عن أبى هريرة قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم لعمه أبى طالب قل لا اله الا اللّه اشهد لك يوم القيامة قال لو لا تعير فى نساء قريش يقلن انه حمله على ذلك الجزع لا قررت بها عينك فانزل اللّه تعالى.
إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ هدايته أو من أحببته لقرابته وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ هدايته وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ قال مجاهد ومقاتل بمن قدر له الهدى وأخرج النسائي وابن عساكر فى تاريخ دمشق بسند جيد عن أبى سعيد بن رافع قال سالت ابن عمر عن هذه الآية إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ فى أبى جهل وابى طالب قال نعم وأخرج الشيخان والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردوية والبيهقي من حديث سعيد بن المسيب عن أبيه قال حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد اللّه بن أبى امية بن المشيرة فقال أى عم قل لا اله الا اللّه كلمة أحاجّ لك بها عند اللّه فقال أبو جهل وعبد الله بن أبى امية أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعرضها عليه ويعيد انه بتلك المقالة حتى قال أبو طالب اخر ما كلمهم على ملة عبد المطلب وابى ان يقول لا اله الا اللّه قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لاستغفرن لك ما لم انه عنك فانزل اللّه ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ الآية وانزل اللّه فى أبى طالب إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ.


الصفحة التالية
Icon