ج ٧، ص : ٢١٣
قولكم لا نجد ما ننفق بالمدينة الْعَلِيمُ بما فى قلوبكم من ضعف اليقين أخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم والبيهقي وابن عساكر بسند ضعيف وكذا ذكر البغوي عن ابن عمر قال دخلت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حائطا من حوائط الأنصار فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يلتقط الرطب بيده ويأكل فقال يا ابن عمر كل فقلت لا أشتهيها يا رسول اللّه قال لكنى أشتهيها وهذه صبح رابعة منذ لم اطعم طعاما ولم أجده فقلت انا للّه المستعان قال يا ابن عمر لو سالت ربى لاعطانى مثل ملك كسرى وقيصر أضعافا مضاعفة ولكن أجوع يوما وأشبع يوما فكيف بك يا ابن عمر رض إذا عمرت وبقيت فى قوم يحيئون رزق سنة ويضعف اليقين قال فو اللّه ما برحنا ولارمنا حتى نزلت وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ الآية. عن أنس قال ان النبي صلى اللّه عليه وسلم كان لا يدخر شيئا لغد. رواه الترمذي وصححه وعن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول لو انكم تتوكلون على اللّه حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغذ وخماصا وتروح بطانا - رواه الترمذي وابن ماجة وعن ابن مسعود - قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليس من شىء يقربكم من الجنة ويباعدكم من النار الا قد أمرتكم به وليس من شى يقربكم من النار ويباعدكم من الجنة الا قد نهيتكم عنه وان روح القدس نعت فى روعى ان نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها الا فاتقوا اللّه واجملوا فى الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق ان تطلبوا بمعاصي اللّه فانه لا يدرك ما عند اللّه الا بطاعته - رواه البغوي فى شرح السنة وذكره فى المعالم -.
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ يعنى أهل مكة شرط فى جواب قسم محذوف مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ جملة استفهامية واقعة بتأويل المفرد فى محل النصب على المصدرية لقوله سالتهم تقديره سالتهم هذا السؤال لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فاعل لفعل محذوف تقديره ليقولنّ خلقهن اللّه وقوله ليقولن جواب للقسم لفظا وجزاء للشرط بمعنى يعنى واللّه لا يقولن الا هذا الجواب لما تقرر فى العقول من انتهاء الممكنات إلى واحد واجب لذاته فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ يعنى فكيف يصرفون عن توحيدهم بعد إقرارهم بذلك.
اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ يحتمل ان يكون الموسع له والمضيق عليه واحدا على التعاقب فى الزمان وان يكون على


الصفحة التالية
Icon