ج ٧، ص : ٢٢٦
فدخلت فى اجام قصيب اللؤلؤ الرطب فحركته فضرب بعضه بعضا فتطرب الجنة فإذا طربت لم يبق شجرة فى الجنة الا ورقت - وأخرج الطبراني والبيهقي عن أبى امامة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال ما من عبد يدخل الا ان تجلس عند رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين يغنيان بأحسن صوت سمعه الانس والجن وليس بمزمار الشيطان ولكن بتحميد اللّه وتقديسه وأخرج البيهقي عن ابن عباس رض انه سئل فى الجنة غناء قال الكرار من مسك عليها يمجدون اللّه تعالى بصوت لم يسمع الاذن مثله قط - قلت الطرب بالشعر والغناء فى الدنيا لا يحصل الا بذكر المحبوب بكلام موزون فى صوت حسن موزون ولا شك ان الناس إذا فازوا يرؤية جمال اللّه سبحانه ولاجمال فوق جماله فلا محبوب لهم غيره فيطربون بسماع ذكره بصوت حسن موزون وفى بعض الأحاديث ان الحور العين يغنّين لازواجهن بأصوات ما سمعها أحد قط فيكون ممّا يغنّين
نحن الخيرات الحسان ازواج قوم كرام
ومما يغنّين
نحن الخالدات فلا نموتن نحن الامنات فلا نخافن
نحن المقيمات فلا نطحن
كذا أخرج الطبراني عن ابن عمر رض مرفوعا وأخرج الطبراني والبيهقي وابن أبى الدنيا عن أنس نحوه وعن مالك بن دينار عند أحمد فى الزهد يقول اللّه لداؤد عليه السلام مجدنى بذلك الصوت الحسن فيندفع داود بصوت ستقرع نعيم أهل الجنة وعن أبى هريرة عند الاصبهانى مرفوعا ان اللّه تعالى ليوصى إلى شجرة الجنة ان اسمعي عبادى الذين شغلوا أنفسهم عن المعازف والمزامير بذكرى فيسمعهم بأصوات ما سمع الخلائق مثلها قط بالتسبيح والتقديس. وفى الباب أحاديث كثيرة وأخرج الحكيم فى نوادر الأصول عن أبى موسى رض قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من استمع إلى صوت غناء لم يؤذن له ان يسمع صوت الروحانيين قال يا رسول اللّه ما الروحانيون قال قراء أهل الجنة وأخرج دينورى عن مجاهد قال ينادى مناد يوم القيامة ان الذين كانوا ينزهون أصواتهم وأسماعهم عن اللهو ومزامير الشيطان قال فيحلهم اللّه فى رياض من مسك فيقول للملائكة اسمعوا عبادى تحميدي و