ج ٧، ص : ٢٤٩
محبة اللّه فيكون فى حقه مستحبا « ١ » - والجواب عن النصوص ان الآية ناطقة بالحرمة لما هو لهو الحديث وسماع الصوفية ليس منه والأحاديث الموجبة لحرمة الغناء مخصوصه بالبعض لورود أحاديث اخر دالة على الإباحة فحملنا أحاديث حرمة الغناء على ما كان منه على قصد اللهو لا لغرض مشروع داعيا إلى الفسوق - فلنذكر الأحاديث الدالة على اباحة الغناء بل على اباحة ضرب الدف أيضا منها حديث الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت جاء النبي صلى اللّه عليه وسلم فدخل حين بنى علىّ فجلس على فراشى كمجلسك منى فجعلت جويريات لنا يضر بن بالدف ويندبن من قتل من ابائى يوم بدر إذ قالت إحداهن.
وفينا نبى يعلم ما فى غد فقال دعى هذه وقولى ما كنت تقولين رواه البخاري وروى ابن ماجة نحوه وفيه اما هذا فلا تقولوه لا يعلم ما فى غد الا اللّه - وعن عائشة قالت زفت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال نبى اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما كان معكم لهو فان
_________
(١) فى شرح الكافي واعلم ان المكروه من السماع عند علمائنا ما يكون على سبيل اللهو وارادة العصيان بان يجتمع الفساق على ذلك ويتركون الصلاة وقراءة القرآن - واما ما كان من أهل الصلاة واهل القرآن من جملة الصالحين فسماع هؤلاء حلال بلا خلاف بين علمائنا إذ لا يريدون بذلك الا وجه اللّه وحضوره ويذكرون اللّه فى خوف الاخرة وكل ذلك محمود غير مذموم والتواجد والرقص أيضا غير مذموم لهذا المعنى - وفى شرح البزدوى المسمى بالنوري صنفه أبو القاسم بن محمد بن عبد اللّه الدمشقي - اعلم ان السماع انما يختلف علماءنا فى حقه فهو ما كان على سبيل اللهو واللعب يجتمع الفساق وشاربوا الخمر وتركوا الصلاة - فاما من سمع السماع وهو صالح دائم الصلاة لا تارك الورد وقراءة القرآن فهو حلال بلا خلاف بين علمائنا وكذلك الرقص والتواجد وفى الاقناع ان السماع يحصل به رقة القلب والخشوع واثارة الشوق إلى لقاء اللّه تعالى والخوف من سخطه وعذابه والمفضى إلى ذلك قربة فإذا كان السماع هكذا فكيف يكون فيه شائبة اللهو والهواء وقال الشيخ شهاب الدين السهروردي فى العوارف والسماء يستجلب الرحمة من اللّه الكريم واللّه اعلم - وفى فتاوى الخلاصة يجب ان يعلم ان التغنّى لا يناس الغير مكروه عند عامة المشايخ ومنهم من جوز ذلك فى العرس والوليمة واما التغنّى لدفع الوحشة عن نفسه لا يكره عند البعض وبه أخذ الامام السرخسي والمكروه عندهم ما يكون على سبيل اللهو ومنهم من يقول جميع ذلك مكروه وبه أخذ الامام خواهر زاده وفى الجامع المضمرات قال ذكر فى النافع والذخيرة ان المتغني إذا لم يسمع غيره ولكن يسمع نفسه لازالة الوحشة فلا بأس به وقال سمعت الشيخ الامام الاجل نجم الدين رحمه اللّه انه قال لو سمعه من جاريته يباح له ذلك واحاله إلى واقعات الحسانيته وفى العوارف أو زوجته كذا فى فتاوى ابراهيم شاهى - وفى المحيط ذكر محمّد فى السير
الكبير عن أنس بن مالك انه دخل على أخيه البراء بن مالك وكان يتغنى ١٢ منه برد اللّه تربته