ج ٧، ص : ٢٦٨
كالملائكة وغيرها نازلة اثارها إلى الأرض ثم يرجع الأمر والتدبير إليه وحده بعد فناء الدنيا وانقطاع امر الأمراء وحكم الحكام فى يوم كان مقداره الف سنة وهو يوم القيامة لما روى الترمذي عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمس مائة عام ونصف يوم واما قوله تعالى تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ أراد به أيضا يوم القيامة - روى الشيخان فى الصحيحين عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما من صاحب كنز لا يؤدى زكوة كنزه الا احمى عليه فى نار جهنّم فيجعل صفائح فتكوى بها جنباه وجبينه حتى يحكم اللّه بين عباده فى يوم كان مقداره خمسين الف سنة ثم يرى سبيله اما إلى الجنة واما إلى النار الحديث - ووجه التطبيق بين الحديثين ان يوم القيامة يختلف طوله بالنسبة إلى الاشخاص يكون ذلك اليوم على بعض الناس مقدار خمسين الف سنة وعلى بعضهم مقدار الف سنة وعلى بعضهم أخف من ايام الدنيا أخرج الحاكم والبيهقي عن أبى هريرة مرفوعا وموقوفا طول ذلك اليوم على المؤمنين كمقدار بين الظهر والعصر - وكذا ذكر البغوي قول ابراهيم التيمي وأخرج أبو يعلى وابن حبان والبيهقي بسند حسن عن أبى سعيد قال سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن يوم كان مقداره خمسين الف سنة ما أطول هذا اليوم فقال والذي نفسى بيده انه ليخفف على المؤمن حتى يكون أهون عليه من الصلاة المكتوبة يصليها فى الدنيا - وقال البغوي قال ابن أبى مليكة دخلت انا وعبد اللّه بن فيروز مولى عثمان بن عفان على ابن عباس فسأله عن هذه الآية وعن قوله تعالى خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فقال له ابن عباس ايام سماه اللّه تعالى لا أدرى ما هى و
اكره ان أقول فى كتاب اللّه ما لا اعلم - وأخرج البيهقي من طريق ابن أبى طلحة عن ابن عباس فى قوله تعالى يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ قال هذا فى الدنيا وقوله تعالى فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فهذا يوم القيامة جعله اللّه على الكافر مقدار خمسين الف سنة - واختار جلال الدين المحلى هذه الرواية فى تفسيره وقيل يقضى قضاء الف سنة فينزل به الملك ثم يعرج بعد الالف لالف اخر - وقيل يدبر الأمور به من الطاعات منزلا من السماء إلى الأرض بالوحى ثم لا يعرج إليه