ج ٧، ص : ٣٠٩
الغيبة وقيل آذوكم ورموكم فى حالة الا من وقال قتادة بسطوا ألسنتهم منكم وقت قسمة الغنيمة يقولون أعطونا قد شهدنا معكم القتال فلستم أحق منا بالغنيمة أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ نصب على الحال أو الذم وليس بتكرير لأن كلا منهما مقيد من وجه أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا بقلوبهم فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ يعنى أبطل اللّه أعمالهم يعنى لم يعتد بها لعدم الإخلاص وحسن النية وانما الأعمال بالنيات كذا قال مجاهد وَكانَ ذلِكَ الإحباط عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (١٩) هيّنا لأن تعلق الارادة يكفى لوجود كل ممكن لاراد لفعله.
يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا أى هؤلاء لجبنهم يظنون ان الأحزاب لم يذهبوا ففروا إلى داخل المدينة وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ كررة ثانية يَوَدُّوا تمنوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ يعنى لو ثبت انهم خارجون إلى البد ويقال بدا يبدا بدوا وبداوة إذا خرج إلى البادية فِي الْأَعْرابِ حال من الضمير فى بادون أو خبر بعد خبر لأن أى كائنون فى الاعراب يَسْئَلُونَ كل قادم من المدينة عَنْ أَنْبائِكُمْ أى عما جرى عليكم جملة يسئلون خبر بعد خبر أو حال مترادف أو متداخل وجواب لو محذوف يعنى لكان خيرا وَلَوْ كانُوا يعنى هؤلاء المنافقين فِيكُمْ ولم يفروا من عندكم فى هذه الكرة وكان قتال ما قاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (٢٠) رياء وخوفا من التعيير كذا قال مقاتل.
لَقَدْ كانَ لَكُمْ أيها المؤمنون فِي رَسُولِ « ١ » اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ الاسوة معناه القدوة وهو ما يقتدى به والمراد هاهنا ان لكم فى شان رسول اللّه خصلة حسنة من حقها ان يؤسى بها كالثبات فى الحرب ومقاساة الشدائد - أو هو يعنى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لكم قدوة يحسن التأسي به كقولك فى البيضة عشرون منّا حديد أى فى البيضة هذا القدر من الحديد وقيل هو فعلة من الايتساء كالقدوة من الاقتداء اسم وضع موضع المصدر
_________
(١) عن ابن عباس ان عمر أكب على الركن فقال انى لاعلم انك حجر ولو لم ار حبيبى صلى اللّه عليه وسلم قبّلك واستلمك ما استلمتك ولا قبّلتك لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ وعن يعلى بن منبه قال طفت مع عمر فلما كنت عند الركن الذي يلى الباب مما يلى الحجر أخذت بيده ليستلم قال ما طفت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قلت بلى قال فهل رايته يستلمه قلت لا قال فابعد عنك فان لك فى رسول اللّه أسوة حسنة - منه رح