ج ٧، ص : ٣١٨
عشرة الكرام وخلّى سبيله فخرج حتّى اتى مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فبات حتى أصبح فلمّا أصبح غدا فلم يدر اين هو حتى الساعة فسئل عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال ذاك رجل نجاه اللّه بوفائه.
قال أهل المغازي ثم انهم بعثوا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ان ابعث إلينا أبا لبابة (أحد بنى عمرو بن عوف وكانوا حلفاء الأوس) نستشير فى أمورنا فارسله رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إليهم فلما راوا قام إليه الرجال وجهش « اى اسرع متباليا ١٦ منه رح » إليه النساء والصبيان يبكون فى وجهه فرقّ لهم فقالوا يا أبا لبابة أترى ان ننزل على حكم محمد قال نعم وأشار بيده إلى حلقه انه الذبح - قال أبو لبابة فو اللّه ما زالت قدماى حتى عرفت انى خنت اللّه ورسوله ثم انطلق أبو لبابة على وجهه ولم يأت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى ارتبط فى المسجد على عمود من عمده وقال لا أبرح من مكانى حتى أموت أو يتوب اللّه على ما صنعت وعاهدتّ اللّه ان لا أطأ ارض بنى قريظة ابدا ولا ارى فى بلد خنت اللّه ورسوله فيه ابدا وبلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذهابى وما صنعت فقال دعوه حتى يحدث اللّه فيه ما شاء لو كان جاءنى استغفرت فإذا لم يأتنى وذهب فدعوه وانزل اللّه تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ قال أبو لبابة ثم ان اللّه انزل توبة أبى لبابة على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو فى بيت أم سلمة قالت أم سلمة فسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يضحك فقلت بم تضحك يا رسول اللّه اضحك اللّه سنك قال تيب على أبى لبابة فقلت الا أبشره بذلك قال بلى ان شئت قالت فقمت إلى باب حجرتى (و ذلك قبل ان يضرب عليهن الحجاب) فقلت يا أبا لبابة ابشر فقد تاب اللّه عليك فثار « اى قاموا - منه رح » الناس ليطلقوه قال لا واللّه حتى يكون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هو الذي يطلقنى بيده فلمّا مرّ عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خارجا إلى الصبح أطلقه - روى حماد بن سلمة عن علىّ بن زيد بن جدعان عن على بن الحسين عليهما السلام ان فاطمة
عليها السلام جاءت تحله فقال انى حلفت ان لا تحلني الا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ان فاطمة بضعة منى - على بن جدعان ضعيف ورواية على بن الحسين مرسلة قال أبو لبابة واذكر رؤيا رايتها فى النوم ونحن محاصرون بنى قريظة كانى فى حماة « طين اسود متغيرة - منه رح » أسنة فلم أخرج منها


الصفحة التالية
Icon