ج ٧، ص : ٣٢٣
امرأة فدلّى عليهم هذه الرحى فانا لم نقتل منهم أحدا بعد وأنت امرأة وان يظهر محمد علينا فانه لا يقتل النساء وانما اكره ان تسبى فاحبّ ان تقتل وكانت فى حصن الزبير بن باطا فدلّت الرحى من فوق الحصن وكان المسلمون ربما جلسوا تحت الحصن يستظلون فى فيئة فلمّا راها القوم انفضوا
وتدرك خلاد بن سويد فتشدخ رأسه ومات - روى عروة عن عائشة انها قالت واللّه انها لعندى تحدث وتضحك ظهرا لبطن ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقتل رجالهم بالسيوف وفى رواية وهى تقول سراة بنى قريظة يقتلون إذ هتف هاتف باسمها اين فلانة قالت انا واللّه قلت ويلك مالك قالت اقتل قلت لم قالت حدث أحدثته قالت فانطلقت فضرب عنقها بخلاد بن سويد وكانت عائشة تقول لا انسى طيب نفس بنانة كثرة ضحكها وقد عرفت انها تقتل.
(مسئلة) هذا الحديث حجة لمن حكم بالقصاص على القتل بالمثقل وعليه الجمهور وقال أبو حنيفة لا قصاص بالمثقل ولو رماه بابا قبيس لقوله صلى اللّه عليه وسلم لا تود فى النفس وغيره الا بحديدة وقد مرّ الخلاف فى هذه المسألة فى سورة البقرة فى تفسير قوله تعالى كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ - وروى محمد بن إسحاق عن الزهري ان الزبير بن باطا القرظي وكان يكنى أبا عبد الرحمن قدم على ثابت بن قيس بن شماس فى الجاهلية يوم بعاث لاخذه فجر ناصية ثم خلّى سبيله فجاءه يوم قريظة وهو شيخ كبير فقال ثابت يا أبا عبد الرحمان هل تعرفنى قال وهل يجهل مثلى لمثلك قال انى أريد ان أجزيك بيدك عندى قال ان الكريم يجزى قال ثم اتى ثابت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال يا رسول اللّه قد كان للزبير عندى يد وله على منة فاحببت ان أجزيه بها فهب لى دمه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هو لك فاتاه فقال له ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد وهب لى دمك قال شيخ كبير لا أهل له ولا ولد فما يصنع بالحياة فاتى ثابت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال يا رسول اللّه اهله وولده قال فهم لك فاتاه فقال له ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أعطاني امرأتك وولدك فهم لك قال أهل بيت فى الحجاز لا مال لهم فما بقاؤهم على ذلك فاتى ثابت رسول اللّه صلى


الصفحة التالية
Icon