ج ٧، ص : ٣٤٢
الظاهر وبين لهم التقوى بقوله فَلا تَخْضَعْنَ لطهارة الباطن فكما ان طهارة ظاهر البدن يتوقف على اختيار العبد فى استعمال الماء كذلك الطهارة من الآثام يتوقف على اختياره التقوى واللّه اعلم والثالث ان العصمة ليست بشرط الامامة بل يجوز ان يكون الامام غير معصوم مع وجود المعصوم فيهم الم تر ان اللّه تعالى جعل الملك والامامة لطالوت مع وجود النبي المعصوم فيهم وهو اشموئيل وداود عليهما السّلام إذ قالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ انّ اللّه قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً إلى قوله تعالى وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ واللّه اعلم..
وَاذْكُرْنَ عطف على اطعن اللّه ورسوله وما بينهما اعتراض للتعليل ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ يعنى القرآن وَالْحِكْمَةِ يعنى الوحى الغير المتلو وهو السنة وقال مقاتل يعنى احكام القرآن ومواعظه وقال البيضاوي يعنى اذكرن الكتاب الجامع بين الامرين وهو تذكير لما أنعم اللّه عليهن حيث جعلهن أهل بيت النبوة ومهبط الوحى وما شاهدن من برحاء الوحى مما يوجب قوة الايمان والحرص على الطاعة حثا على الايتمار والانتهاء فيما كلفن به إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفاً بكم يعظكم ويعلمكم ما يصلح فى الدين خَبِيراً (٣٤) بكل شىء يعلم من يصلح لنبوته ومن يصلح ان يكون أهل بيته وفى صحبته قال اللّه تعالى الطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ واللّه اعلم ذكر البغوي ان ازواج النبي صلى اللّه عليه وسلم قلن يا رسول اللّه ذكر اللّه الرجال فى القرآن ولم يذكر النساء بخير فما فينا خير نذكر به انا نخاف ان لا يقبل منا طاعة اللّه فانزل اللّه تعالى.
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ الآية وروى الطبراني وابن مردوية عن ابن عباس نحوه وأخرج ابن سعد عن قتادة نحوه وأخرج الطبراني بسند لا بأس به عن ابن عباس قال قال النساء يا رسول اللّه ما باله يذكر المؤمنين ولا يذكر المؤمنات فنزلت ورواه ابن جرير من حديث قتادة مرسلا وأخرج الترمذي وحسنه عن أم عمارة الانصارية انها أتت النبي صلى اللّه عليه وسلم فقالت ما ارى كل شىء الا للرجال وما نرى النساء يذكرن بشئ فنزلت وذكر البغوي انه قال مقاتل قالت أم سلمة بنت أبى امية وأنيسة بنت الكعب الانصارية للنبى صلى اللّه عليه وسلم ما بال ربنا يذكر الرجال ولا يذكر النساء فى شىء من كتابه نخشى ان لا يكون فيهن خيرا فنزلت هذه الآية وروى ان اسماء بنت عميس رجعت من الحبشة مع زوجها