ج ٧، ص : ٣٥٥
التي تنوّرت بنور الشمس لاجل مقابلتها واين هذا من ذلك واللّه اعلم - عن عطاء بن يسار قال لقيت عبد اللّه بن عمرو بن العاص قلت أخبرني عن صفة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فى التورية قال أجل واللّه انه لموصوف فى التورية ببعض صفته فى القرآن يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وحرزا للاميين أنت عبدى ورسولى سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب فى الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر لن يقبضه اللّه حتى يقيم به الملة العوجاء بان يقولوا لا اله الا اللّه ويفتح به أعينا عمياء واذنا صماء وقلوبا غلقاء - رواه البخاري وكذا الدارمي عن عطاء بن سلام نحوه واللّه اعلم - أخرج البيهقي فى دلائل النبوة عن الربيع بن أنس انه قال لما نزلت ما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ ثم نزل بعدها لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ قال رجال من المؤمنين هنيئا لك يا رسول اللّه قد علمنا ما يفعل بك فماذا يفعل بنا فنزلت.
وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيراً (٤٧) وكذا أخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن وقال أنس الفضل الكبير الجنة والجملة معطوفة على انّا أرسلناك.
وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ فيما يخالف شريعتك تحريض له على ما هو عليه من مخالفتهم وَدَعْ أَذاهُمْ قال ابن عباس وقتادة يعنى اصبر على إيذائهم إياك فالمصدر مضاف إلى الفاعل والمعنى اجعل إيذاءهم إياك فى جانب ولا تبال به ولا تخف منه وقال الزجاج يعنى لا تجادلهم ولا تتصد على اذاهم يعنى لا تؤذهم فالمصدر مضاف إلى المفعول وعلى هذا قيل انه منسوخ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فانه يكفيك وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا (٤٨) يعنى إذا جعلت اللّه موكولا إليه أمورك فهو يكفيك لا يدع حاجة لك إلى غيره قال البيضاوي وصف اللّه نبيه صلى اللّه عليه وسلم بخمس صفات وقابل كلّا منها بخطاب يناسبه فحذف مقابل الشاهد وهو الأمر بالمراقبة لأن ما بعده كالتفصيل له وقابل المبشر بالأمر ببشارة المؤمنين والنذير بالنهى عن مراقبة الكفار والمبالاة بأذاهم والداعي إلى اللّه بتيسيره بالأمر بالتوكل عليه والسراج المنير بالاكتفاء به فانه من إنارة برهانا على جميع خلقه كان حقيقا ان يكتفى به عن غيره.