ج ٧، ص : ٣٨٣
أنت منى وانا منك رواه الشيخان فى الصحيحين عن البراء بن عازب بل سب الصحابة عامتهم يفضى إلى إيذاء النبي صلى اللّه عليه وسلم عن عبد اللّه بن مغفل رضى اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اللّه اللّه فى أصحابي اللّه اللّه فى أصحابي لا تتخذوهم غرضا من بعدي فمن أحبهم فبحبى أحبهم ومن ابغضهم فببغضى ابغضهم ومن اذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد أذى اللّه ومن أذى اللّه فيوشك ان يأخذه رواه الترمذي وقال هذا حديث غريب واللّه اعلم.
وقال الضحاك والكلبي نزلت الآية فى شأن الزناة الذين يمشون فى طرق المدينة وهم المنافقون يتبعون النساء إذا برزن فى الليل لقضاء حوائجهن فيغمزون المرأة فان سكتت اتبعوها وان زجرتهم انتهوا عنها - ولم يكونوا يطلبون الا الإماء ولكن كانوا لا يعرفون الحرة من الامة لأن زى الكل كان واحدا يخرجن فى درع وخمار الحرة والامة فشكون ذلك إلى أزواجهن فذكروها لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فنزلت هذه الآية ثم نهين الحرائر ان يتشبهن بالإماء فى الآية اللاحقة واللّه اعلم أخرج ابن سعد فى الطبقات عن أبى مالك وأخرج نحوه عن الحسن ومحمد بن كعب القرظي قال كان نساء النبي صلى اللّه عليه وسلم يخرجن بالليل لحاجتهن وكان ناس من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذين فشكون ذلك فقيل ذلك للمنافقين فقالوا انما نفعله بالإماء فنزلت.
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ
أمر بتقدير اللام أى ليدنين عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ جمع جلباب وهى الملحفة التي تشتمل بها المرأة فوق الدرع والخمار روى البخاري عن عائشة قالت خرجت سودة بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امراة جسيمة لا تخفى على من يعرفها فراها عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه فقال يا سودة اما واللّه ما تخفين علينا فانظرى كيف تخرجين قالت فانكفات « مالت ورجعت إلى بيتها - منه رح » راجعة ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - فى بيتي وانه ليتعشى وفى يده عرق فدخلت فقالت يا رسول اللّه انى خرجت لبعض حاجتى فقال عمر كذا وكذا قالت فاوحى اللّه تعالى إليه ثم رفع عنه وان العرق « ١ » فى يده ما وضعه فقال
_________
(١) العرق بالسكون العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم يقال عرقت العظم واعترقته وتعرقته إذا أخذت عنه اللحم بأسنانك ١٢ نهاية منه رح.