ج ٨، ص : ٥٩
جَنَّاتُ عَدْنٍ خير مبتدا محذوف أى هو أو مبتدا خبره محذوف تقديره لهم جنات عدن وقوله يَدْخُلُونَها صفة لجنات أو جنّات مبتدا ويدخلونها خبره قرأ أبو عمر وبضم الياء وفتح الخاء على البناء للمفعول من الافعال والباقون بفتح الياء وضم الخاء من المجرد والضمير المرفوع فى يدخلونها راجع إلى الأصناف الثلاثة لما مرّ من الأحاديث يُحَلَّوْنَ فِيها حال مقدرة من فاعل يدخلونها أو بدل اشتمال من يدخلون أو مستأنفة أو خبر بعد خبر لجنات عدن أو صفة بعد صفة له مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً عطف على محل أساور وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (٣٣) عطف على يحلون أو على جنات عدن أو حال من فاعل يحلون أو معترضة عن أبى سعيد الخدري ان النبي صلى اللّه عليه وسلم تلا قوله تعالى جنّت عدن يدخلونها الآية فقال ان عليهم التيجان ان ادنى لؤلؤ منها ليضئ ما بين المشرق والمغرب رواه الترمذي والحاكم وصححه والبيهقي قال القرطبي قال المفسرون ليس أحد من أهل الجنة الا وفى يده ثلاثة اسورة سوار من ذهب وسوار من فضة وسوار من لؤلؤ - وعن أبى هريرة ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال يبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء - متفق عليه وعن حذيفة قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول لا تلبسوا الحرير ولا الديباج ولا تشربوا فى آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا فى صحافها فانها لهم فى الدنيا ولكم فى الاخرة متفق عليه وعن عمر رضى اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من لبس الحرير فى الدنيا لم يلبسه فى الاخرة - متفق عليه وروى الطيالسي بسند صحيح وابن حبان والحاكم عن أبى سعيد الخدري
نحوه وفى آخره وان دخل الجنة لم يلبسه وأخرج ابن أبى حاتم وابن أبى الدنيا عن كعب قال لو ان ثوبا من ثياب الجنة لبس اليوم فى الدنيا لصعق من ينظر إليه وما حملته أبصارهم -.
وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ أى يقولون ذلك كما دل عليه ما تقدم من الأحاديث ودل عليه قوله تعالى الّذى احلّنا دار المقامة ويقولون ذلك أيضا عند البعث من القبور لحديث ابن عمر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليس على أهل لا اله


الصفحة التالية
Icon