ج ٨، ص : ١٩٣
إِلى يَوْمِ الدِّينِ (٧٨) لا يظن بان اللعنة منتهية بيوم الدين بل معناه ان عليه اللعنة وحدها إلى يوم الدين ثم ينضم إليها العذاب.
قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (٧٩) الفاء للسببية فان طرده لعداوة آدم سبب لطلبه الانظار لاغواء بنى آدم.
قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (٨٠) الفاء للسببية فان سواله سبب لهذا المقال والجملة الاسمية تدل على ان انظاره كان محكوما عليه فى علم اللّه القديم قبل سواله لا اجابة لدعائه.
إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (٨١) وهى النفخة الاولى وقد مرّ بيانه فى الحجر.
قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٢) هذه الفاء أيضا للسببية فان انظاره تعالى إياه سبب لعزمه على اغوائهم ولو لم يكن من اللّه انظارا لم يقدر على اغوائهم أجمعين اقسم اللعين بعزته أى بسلطانه تعالى وقهرمانه حتى يكون وسيلة لتسلطه على ما يريد.
إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٨٣) الذين أخلصهم اللّه تعالى لطاعته وعصمهم عن الضلالة أو أخلصوا قلوبهم للّه على اختلاف القرائتين فان ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر « و يعقوب وأبو محمد » قرأوا بكسر اللام والباقون بفتحها.
قالَ فَالْحَقُّ قرأ عاصم وحمزة ويعقوب « و خلف أبو محمد » بالرفع « لا هو بالنصب كابى عمرو - أبو محمد » على انه خبر مبتدا محذوف أى انا الحق أو مبتدا خبره محذوف والحق اسم من اسماء اللّه تقديره الحق يمينى أو قسمى والباقون بالنصب بنزع الخافض أى حرف القسم كقوله تعالى لافعلن وجاز ان يكون تقديره فاحق الحق وَالْحَقَّ أَقُولُ (٨٤) جملة معترضة وقيل تكرار للقسم اقسم اللّه بنفسه وجواب القسم قوله.
لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ أى من جنسك ليتناول الشياطين وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أى من بنى آدم أَجْمَعِينَ (٨٥) أى لا اترك منكم ومنهم أحدا والمراد بمن تبعك الكفار وان كان التقدير انا الحق أو أحق الحق فهذه الجملة جواب قسم محذوف وأجمعين تأكيد للضميرين..
قُلْ يا محمد ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أى على الانذار أو على القرآن مِنْ أَجْرٍ جعل وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (٨٦) أى من المتقولين القرآن من تلقاء نفسه أو المدعين لنفسه ما ليس له تكلفا على ما عرفتم من حالى يعنى لا ادعى النبوة بلا حقيقة


الصفحة التالية
Icon