ج ٨، ص : ٢٣٠
جمع قلاد أو مقليد كمفتاح ومفاتيح أو منديل ومناديل السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يعنى لمفاتيح خزائن السماوات والأرض بيده ملكوتها لا يتمكن من التصرف فيها غيره قال قتادة ومقاتل مفاتيح السماوات والأرض بالرزق والرحمة وقال الكلبي خزائن المطر وخزائن النبات وعن عثمان رضى اللّه عنه انه سال النبي صلى اللّه عليه وسلم عن المقاليد قال تفسيرها لا اله الا هو واللّه اكبر وسبحان اللّه وبحمده واستغفر اللّه ولا حول ولا قوة الا باللّه هو الأول والاخر والظاهر والباطن بيده الخير يحيى ويميت وهو على كل شىء قدير « ١ » - أخرجه أبو يعلى فى مسنده وابن أبى حاتم فى تفسيره والعقيلي فى الضعفاء والطبراني فى الدعاء والبيهقي فى الأسماء والصفات من حديث ابن عمر وذكره ابن الجوزي فى الموضوعات - قلت لعل المعنى ان صفات اللّه تعالى المذكورة فى هذه الكلمات تفسير للمقاليد يعنى من كان متصفا بتلك الصفات فهو مالك خزائن السماوات والأرض بيده ملكوتها والتصرف ومن يعتقد بها ويذكرها يتاهل ان يفتتح له الخزائن اما عاجلا أو أجلا وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ أى بالقران وبكلمات تمجيده وتوحيده أو بدلائل قدرته واستبداده بامر السماوات والأرض أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٦٣) حصر الخسار بهم لأن غيرهم ذو حظ من الرحمة والثواب فإن فات عنهم شىء من حظوظ الدنيا فهم مستبدلوها بما لا عين رات ولا اذن سمعت من الحظوظ فى الاخرة واما الكفار فان كان لهم نصيب من خزائن الرزق والمطر فى الدنيا فلا نصيب لهم فى الشكر فلا نصيب لهم فى خزائن الرحمة والحظوظ العاجلة تنقلب عليهم وبالا واستدراجا وجاز ان يكون هذه الآية متصلة بقوله وينجّى اللّه
_________
(١) وروى قصة سوال عثمان عن المقاليد من حديث أبى هريرة نحوه ومن حديث ابن عباس نحوه وزاد فيه من قالها إذا أصبح عشر مرات وإذا امسى أعطاه اللّه ست خصال اما أو لهن فيحرس من إبليس وجنوده واما الثانية فيعطى قنطارا فى الجنة واما الثالثة فيزوج من حور العين واما الرابعة فيغفر له ذنوبه واما الخامسة فيكون مع ابراهيم عليه السلام واما السادسة فيحضره اثنا عشر ملكا عند موته فيبشرونه بالحق ويزفونه من قبره إلى الموقف فإذا أصابه شىء من أهاويل يوم القيامة قالوا لا تخف انك من الآمنين ثم يحاسبه اللّه حسابا يسيرا ثم يؤمر به إلى الجنة يزفونه إلى الجنة من موقفه كما يزف العروس حتى يدخلونه الجنة بإذن اللّه والناس فى شدة الحساب ١٢ منه نور اللّه ضريحه ١٢