ج ٨، ص : ٢٣٤
انس قال لمّا نزلت وسع كرسيّه السّموت والأرض قالوا يا رسول اللّه هذا الكرسي هكذا فكيف العرش فانزل اللّه تعالى وما قدروا اللّه حقّ قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسّموت مطويّت بيمينه سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٧) ما ابعد أعلا من هذه قدرته عن اشراكهم أو ما يضاف إليه من الشركاء -.
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ يعنى النفخة الاولى فَصَعِقَ أى مات مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ قد ذكرنا المراد بالمستثنى فى هذه الآية فى سورة النمل فى تفسير قوله تعالى ونفخ فى الصّور ففزع من فى السّموت ومن فى الأرض الّا من شاء اللّه قال الحسن الّا من شاء اللّه يعنى اللّه وحده ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى أى نفخة اخرى يحتمل النصب والرفع فَإِذا هُمْ قِيامٌ قائمون من قبورهم يَنْظُرُونَ (٦٨) يقلّبون أبصارهم فى الجوانب كالمبهوت أو ينتظرون ما يفعل بهم وبين النفختين أربعون يوما وقد ذكرنا ما ورد فيه من الأحاديث فى سورة النازعات.
وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ يعنى ارض عرصات القيامة عطف على نفخ فيه اخرى بِنُورِ رَبِّها بنور خالقها قال البغوي وذلك حين يتجلّى الربّ لفصل القضاء بين خلقه فما يتضارون فى نوره كما لا يتضارون بالشمس فى اليوم الصحو وقال الحسن والسدىّ أى بعدل ربها قيل سماه نورا لأنه يزين البقاع ويظهر الحقوق كما سمى الظلم ظلمة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الظلم ظلمات يوم القيامة - متفق عليه من حديث ابن عمرو وُضِعَ الْكِتابُ أى صحائف الأعمال فى أيدي العمال واكتفى باسم الجنس عن الجمع أخرج البيهقي عن أنس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال الكتب كلها تحت العرش فإذا كان الموقف بعث اللّه تعالى ريحا فتطيرها بالايمان والشمائل أول خط فيها اقرأ كتبك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا - وأخرج أبو نعيم عن ابن مسعود موقوفا والديلمي عن أبى هريرة مرفوعا عنوان كتاب المؤمن يوم القيامة حسن ثناء الناس وَجِي ءَ بِالنَّبِيِّينَ قال السيوطي قال العلماء يكون الحساب بمشهد من النبيين وغيرهم وأخرج ابن المبارك عن سعيد بن المسيّب قال وليس من يوم