ج ٨، ص : ٣٠٢
الهمزة المحققة والملينة وورش « بخلاف عنه أبو محمد » على أصله فى ابدال الهمزة الثانية ألفا من غير فاصل بينهما « و ورش في وجه الثانية أبو محمد » وابن كثير أيضا على أصله فى جعل الثانية بين بين من غير فاصل وهكذا قرأ حفص وابن « و رويس بخلاف عنه أبو محمد » ذكوان فى هذا المقام خاصة قال مقاتل وذلك ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يدخل على يسار غلام لعامر الحضرمي وكان يهوديّا اعجميّا يكنى أبا فكيهة فقال المشركون انما يعلمه يسار فضربه سيده وقال انك تعلّم محمدا فقال يسار هو يعلّمنى فانزل اللّه هذه الآية وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال قالت قريش لو لا انزل هذا القرآن اعجميّا وعربيّا فانزل اللّه لقالوا لو لا فصّلت آياته الآية وانزل اللّه بعد هذه الآية فيه لكل لسان قال ابن جرير والقراءة على هذا أعجمي بلا استفهام قُلْ يا محمد هُوَ أى القرآن لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً من الضلالة وَشِفاءٌ التنكير للتعظيم أى هدى وشفاء عظيم لما فى الصدور من الجهل ورذائل أوصاف القلب والنفس وقيل شفاء من الأمراض والأوجاع وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ مبتدا خبره فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ أى ثقل لقوله وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أى ظلمة وشبهة قال قتادة عموا عن القرآن وصموا عنه فلا ينتفعون به والأخفش جوز العطف على معمولى عاملين والمجرور مقدم فالموصول عنده عطف على الموصول فى للّذين أمنوا هدى وشفاء أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (٤٤) تمثيل لهم فى عدم قبولهم وعدم استماعهم له بمن يصاح به من مسافة بعيدة -.
وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ جواب لقسم محذوف يعنى اختلف قوم موسى بالتصديق والتكذيب كما اختلف قريش فى القرآن وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ فى تأخير العذاب عن المكذبين إلى يوم القيامة أو إلى أجل معلوم لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ لفرغ من عذابهم وعجل إهلاكهم وَإِنَّهُمْ أى المكذبين لَفِي شَكٍّ مِنْهُ أى من التوراة أو من القرآن مُرِيبٍ (٤٥) موقع فى الريبة.
مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ نفعه وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها مضرته وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (٤٦) فلا يضيع عمل المحسنين ولا يزيد على