ج ٨، ص : ٣٠٣
جزاء المسيئين أورد صيغة المبالغة تعريضا على الكفار بانهم هم الظلامون المبالغون فى الظلم واللّه سبحانه لا يتصور منه الظلم أصلا لأن الظلم ان يتصرف أحد فى ملك غيره بغير اذنه -.
إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ أى علم وقت قيامها يرد إليه يعنى يجب على كل من سئل عنها ان يقول اللّه اعلم إذ لا يعلمها الا هو وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها أى من اوعيتها جمع كمّ بالكسر قرأ نافع وابن عامر وحفص « و أبو جعفر أبو محمد » ثمرات على الجمع والباقون ثمرت على التوحيد بارادة الجنس وما نافية ومن الاولى مزيدة للاستغراق وثمرات فى محل الرفع ويحتمل ان يكون ما موصولة معطوفة على الساعة ومن بيانية بخلاف قوله وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى فانها نافية ومن زائدة ألبتة وَلا تَضَعُ أى أنثى إِلَّا بِعِلْمِهِ أى الا مقرونا بعلمه حسب تعلقه به والمراد انه كما لا يعلم بالساعة غيره كذلك لا يعلم بما يخرج من الثمرات وما تحمل أنثى الا هو - قوله الّا بعلمه استثناء مفرغ يتوجه إلى الافعال الثلاثة على سبيل التنازع اعمل الأخير وقدر فى الأولين وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أى يوم ينادى الله المشركين بقوله أَيْنَ شُرَكائِي قرأ ابن كثير بفتح الياء والباقون بإسكانها يسئلهم اللّه تهكما وتوبيخا اين شركائى التي كنتم تزعمونها الهة قالُوا أى المشركون آذَنَّاكَ أعلمناك الان ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (٤٧) أى من يشهد لهم بالشرك الجملة حال يعنى يتبرءون عنهم لمّا عاينوا العذاب أو المعنى ما منا من أحد يشاهده م لانهم غابوا عنّا.
وَضَلَّ عَنْهُمْ يعنى لا ينفعهم أو غاب عنهم فلا يرون ما كانُوا يَدْعُونَ أى يعبدون مِنْ قَبْلُ ذلك اليوم يعنى فى الدنيا وَظَنُّوا أى أيقنوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (٤٨) أى مهرب الظن معلق عنه بحرف النفي وقيل جملة المنفي سدّ مسد المفعولين -.
لا يَسْأَمُ أى يمل الْإِنْسانُ الكافر مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ لا يزال يسئل اللّه تعالى المال والغنى والصحة وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ أى الشدة من الفقر


الصفحة التالية
Icon