ج ٩، ص : ٦
ضمير تسبحوا إلى اللّه تعالى واستبعده الزمخشري لكونه مستلزما لانتشار الضمائر قلنا لا بأس به عند قيام القرينة وعدم اللبس بُكْرَةً وَأَصِيلًا منصوبان على الظرفية لتسبحوه يعنى تصلوا غدوا وعشيا أو تنزهوه دائما -.
إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ يا محمد بالحديبية على ان لا يفروا بل يقاتلوا حتى يظفروا أو يموتوا إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ لأنه هو المقصود ببيعة النبي صلى اللّه عليه وسلم يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ حال أو استيناف على سبيل الاستعارة التخييلية تيمما بمعنى المشاكلة فانه إذا كان اللّه مبايعا واشتهر المبايعة بصفقة اليد وقد كانوا يأخذون بيد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ويبايعونه فتخيل اليد لتاكيد المشاكلة فى المبايعة وقال ابن عباس يد اللّه بالوفا لما وعدهم بالخير فوق أيديهم قلت يد اللّه على تاويل ابن عباس صفة من صفات اللّه تعالى لا يدرك كيفها ولا يجوز تخييلها بالجارحة وقال الكلبي نعمة اللّه عليهم فى الهداية فوق ما صنعوا من البيعة فصله غزوة الحديبية وبيعة الرضوان وسبب ذلك على ما رواه عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وقتادة والبيهقي عن مجاهد أيضا وابن جرير عن ابن يزيد ومحمد بن عمرو عن شيوخه قالوا راى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم انه دخل مكة هو وأصحابه امنين محلقين رؤسهم ومقصرين وانه دخل البيت وأخذ مفتاحه وعرف مع المعرفين وكان ذلك الرؤيا بالمدينة قبل خروجه إلى الحديبية كذا قال البغوي ومحمد بن يوسف الصنابحى فى سبيل الرشاد وفى بعض الروايات عن مجاهد انه راى النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو بالحديبية والصحيح هو الأول قال ابن سعد ومحمد بن عمرو غيرهما استنفر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم العرب ومن حوله من أهل البوادي من الاعراب ليخرجوا معه وهو يخشى من قريش ان يعرضوا له بحرب أو يصدوه عن البيت فابطأ عليه كثير من الاعراب وروى أحمد والبخاري وعبد بن حميد وأبو داود والنسائي وغيرهم عن الزهري وابن اسحق عن الزهري عن عروة عن مسور بن مخرمة ومروان بن الحكم ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم دخل بيته فاغتسل ولبس ثوبين من نسج صحا وركب ناقة القصوى من عند
بابه ويخرج بام سلمة معه وأم منيع اسماء بنت عمرو وأم عمارة الاشهلية وخرج معه المهاجرون والأنصار ومن لحق به من العرب لا يشكون بالفتح للرويا المذكور وليس معهم سلاح الا السيوف فى القرب وساق الهدى فسار رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم الاثنين لهلال ذى القعدة يعنى سنة ست حتى نزل ذالحليفة فصلى الظهر ثم دعا بالبدن وهى سبعون فجللت ثم أشعر منها عدة وهن موجهات إلى القبلة فى الشق