ج ٩، ص : ٧
الايمن ثم امر ناجيئة بن جندب فاشعر ما بقي وقلدهن نعلا نعلا وأشعر المسلمون بدنهم وقلدوها وكان معهم مائتا فرس وبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بشير بن سفيان عينا له وقدم عباد بن بشير طليعة فى عشرين فارسا ويقال جعل أميرهم سعد بن زيد الأشهلي ثم صلى ركعتين وركب من باب المسجد بذي الحليفة فلما انبعث راحلة مستقبلة القبلة احرم بالعمرة ليامن الناس حربه وليعلم الناس انه انما خرج زائرا بهذا البيت.
ولبى لبيك إلخ واحرم غالب أصحابه وأم المؤمنين أم سلمة بإحرامه ومنهم من لم يحرم الا بالجحفة وسلك طريق البيداء ومر فيما بين مكة والمدينة بالاعراب من بنى بكر ومزينة وجهينة فاستنفرهم فتشاغلوا باموالهم وقالوا فيما بينهم يريد محمد يغزوا بنا إلى قوم معد من الكراع والسلاح وانما محمد وأصحابه أكلة جزور لن يرجع محمد وأصحابه من سفرهم هذا ابدا - قوم لا سلاح معهم ولا عدد ثم قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ناجية بن جندب مع فتيان من اسلم ومعهم هدايا المسلمين ووقع فى تلك المسير ما صاد قتادة حمار الوحش وكان غير محرم وما اهدى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حمارا وحشيا وهو بالأبواء وقد مر حديثه فى سورة المائدة ولما بلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الجحفة امر بشجرة فقم ما تحتها فخطب الناس - فقال انى كائن لكم فرطا وقد تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا كتاب اللّه وسنة نبيه ولما بلغ المشركين خروج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اجتمعوا وتشاوروا يريد محمد ان يدخلها علينا فى جنوده معتمرا فتستمع العرب انه دخل علينا عنوة وبيننا وبينه من الحرب ما بيننا واللّه لا كان هذا ثم قدموا خالد بن الوليد على ما بنى فارس إلى كراع الغميم واستنفر من الأحابيش وأجلبت ثقيف معهم وخرجوا إلى بلدج وضرب بها القباب والابنية ومعهم النساء والصبيان فعسكروا هنا واجمعوا على منع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من دخول مكة ومحاربته ووضعوا لعيون على الجبال وهم عشرا نفس يوحى بعضهم إلى بعض بالصوت فعل محمد كذا وكذا حتى ينتهى إلى قريش بلدح ورجع بشر بن سفيان الذي بعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عينا له من مكة فلقى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بغدير الا شطاط وراء عسفان فقال يا رسول اللّه هذا قريش سمعوا بمسيرك فخرجوا معهم عوذ المطافيل قد لبسوا جلد النحور وقد نزلوا بذي طوى يعاهدون
اللّه لا يدخلها عليهم ابدا - وهذا خالد بن الوليد فى خيلهم قدموها إلى كراع الغميم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يا ويح قريش لقد أكلتهم الحرب ماذا عليهم لو خلوا بينى وبين سائر