ج ٩، ص : ١٩
ابى بصير فتسللوا إليه قال محمد بن عمرو كان عمر بن الخطاب هو كتب إليهم يقول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لابى بصير ويل امه مسعر حرب لو كان له رجال وأخبرهم انه بالساحل وانفلت أبو جندل بن سهيل الذي رده عليه السلام إلى المشركين بالحديبية فخرج هو وسبعون راكبا ممن اسلموا فلحقوا بابى بصير فلما قدم أبو جندل على أبى بصير سلم له الأمر لكونه قرشيا وكان أبو جندل يؤمهم واجتمع إلى أبى جندل حين سمع بقدومه ناس من بنى غفار واسلم وجهينة وطوائف من الناس حتى بلغوا ثلاثمائة مقاتل كما عند البيهقي عن ابن شهاب لا تمر بهم عير لقريش الا أخذوها وقتلوا من فيها وضيقوا على قريش فلا يظفرون بأحد منهم الا قتلوه فارسل قريش أبا سفيان إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ان يبعث إلى أبى بصير ومن معه وقالوا من خرج منا إليك فامسكه فهو لك حلال من غير حرج أنت فيه فكتب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى أبى بصير وابى جندل يأمرهما ان يقدما عليه ويأمر من معهما فمن اتبعهما من المسلمين ان يرجعوا إلى بلادهم وأهليهم فلا يتعرضوا الأحد مر بهم من قريش وعيراتها فقدم كتاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على أبى بصير وهو يموت فجعل يقرأه ومات وهو فى يده فدفنه أبو جندل فى مكانه وجعل قبره مسجدا وقدم أبو جندل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ومعه ناس من أصحابه ورجع سائرهم إلى أهليهم فلما كان من أمرهم على الذين كانوا اشاروا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ان يمنع أبا جندل من أبيه بعد القضية ان طاعة اللّه ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خير لهم فيما أحبوا وفيما كرهوا لما دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عام القضية قال هذا الذي وعدتكم ولما كان يوم الفتح أخذ المفتاح وقال لعمر بن الخطاب هذا الذي قلت لكم - ولما كان فى حجة الوداع وقف بعرفة فقال أى عمر هذا الذي قلت لكم قال أى رسول اللّه ما كان
فتح أعظم من صلح الحديبية وكان أبو بكر يقول ما كان فتح فى الإسلام أعظم
من صلح الحديبية ولكن الناس قصر رائهم عما كان بين رسول اللّه وبين ربه والعباد يعجلون واللّه لا يعجل بعجلة العباد حتى تبلغ الأمور ما أراد والقد رايت سهيل بن عمرو فى حجة الوداع قائما عند المنحر يقرب لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بدنه ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ينحرها بيده ودعا الحلاق فحلق راسه وانظر إلى سهيل يلتقطه من شعره يضعه على عينه واذكر امتناعه ان يقر يوم الحديبية بان يكتب بسم اللّه الرحمن الرحيم فحمد اللّه سبحانه ان هداه للاسلام فَمَنْ نَكَثَ أى نقض البيعة فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ أى لا يعود ضرر نكثه الا عليه وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ أى ثبت على البيعة قرأ حفص بضم الهاء تعظيما للجلالة والباقون بالكسر فَسَيُؤْتِيهِ قرأ نافع وابن كثير وابن عامر بالنون على التكلم والباقون بالياء على الغيبة والضمير


الصفحة التالية
Icon