ج ٩، ص : ٤٣
خليفة رسول اللّه ـ ﷺ ـ وقل له ان علىّ دين حتى يقضى وفلان من رفيقى عتيق - فاخبر الرجل خالدا فوجد درعه والفرس على ما وضعه فاسترد الدرع واخبر خالد أبا بكر بتلك الرؤيا فاجاز أبو بكر وصيته قال مالك بن أنس لا اعلم وصية اجيزت بعد موت صاحبها الا هذه واللّه تعالى أعلم وأخرج الطبراني وأبو يعلى بسند حسن عن زيد بن أرقم رض قال جاء ناس من العرب إلى حجر النبي ـ ﷺ ـ فجعلوا ينادون يا محمد صلى اللّه عليه وسلم فانزل اللّه تعالى.
إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ الآية وما بعدها قرأ الجمهور بضم الجيم وأبو جعفر بفتح الجيم وهما لغتان فى جمع حجرة وقال البغوي هى جمع حجر والحجر جمع حجرة فهى جمع الجمع والحجرة قطعة من الأرض احاطتها الجدر ان من الحجر بمعنى المنع والمراد حجرات نساء النبي صلى اللّه عليه وسلم ومن ابتدائية فان المناداة نشأت من جهة الوراء وفيه دلالة على رسول اللّه ـ ﷺ ـ كان داخل حجرة منها إذ لا بد ان يختلف المبدأ والمنتهى وان مناداتهم كان من ورائها فان تعدد القصة يحمل على ان مناداتهم وقع تارة وراء بعض وتارة وراء بعض اخر منها وان اتحد القصة فمناداتهم من ورائها.
اما بانهم أتوه حجرة حجرة فنادوه من ورائها أو بانهم تفرقوا على الحجرات متطلبين له أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ فانهم كانوا أعرابا من أهل البادية أو المعنى لا يعقلون عظمتك ومراعات الحشمة وحسن الأدب والظاهر منه ان بعضهم كانوا من العقلاء ولم يرتض بالتعجيل وانما أسند فعل البعض إلى الكل مجازا ويحتمل ان يراد بالنفي القلة إذا لقلة تقع موقع النفي العام - أخرج الثعلبي من حديث جابر ان الذي ناداه عيينة بن حصن واقرع ابن حابس وفدا على رسول اللّه ـ ﷺ ـ فى سبعين رجلا وقت الظهيرة وكان النبي ـ ﷺ ـ راقدا فى بعض حجرات نسائه فقالا يا محمد أخرج علينا - وأخرج ابن جرير عنه لا قرع بن حابس انه اتى النبي ـ ﷺ ـ فقال يا محمد أخرج إلينا فنزلت وأخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ان رجلا جاء إلى النبي ـ ﷺ ـ فقال يا محمد ان مدحى زين وان شتمى شين فقال النبي ـ ﷺ ـ ذاك وهو اللّه فنزلت هذه الآية وهذا مرسل وله شاهد مرفوع من حديث البراء دون نزول الآية وأخرج ابن جريج نحوه عن الحسن وذكر البغوي حديث قتادة وجابر بلفظ قال قتادة نزلت يعنى هذه الآية وما بعدها فى ناس من اعراب بنى تميم جاؤا إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فنادوا على الباب ويروى ذلك عن جابر قال جاءت بنو تميم فنادوا على الباب أخرج علينا يا محمد فان مدحنا زين وذمنا شين فخرج النبي ـ ﷺ ـ وهو يقول انما ذلكم اللّه الذي مدحه زين وذمه شين فقالوا نحن ناس من بنى تميم حبسئنا وشاعرنا وخطيبنا فقال النبي ـ ﷺ ـ لثابت بن قيس


الصفحة التالية
Icon