ج ٩، ص : ٧٤
من اللّه وملائكته ذلِكَ اشارة إلى الدخول بتقدير المضاف يعنى وقت ذلك الدخول فى الجنة يَوْمُ الْخُلُودِ يوم تقدير الخلود كقوله تعالى فَادْخُلُوها خالِدِينَ روى الشيخان من ابن عمر عن النبي ـ ﷺ ـ قال يدخل أهل الجنة الجنة واهل النار النار ثم يقوم مؤذن بينهم يا أهل النار لا موت ويا أهل الجنة لا موت كل خالد فيما هو فيه وروى البخاري عن أبى هريرة مرفوعا يقال يا أهل الجنة خلود ولا موت ويا أهل النار خلود ولا موت.
لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ وهو مما لا يخطر ببالهم ممالا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر عن أبى هريرة ان رسول اللّه ـ ﷺ ـ قال ان ادنى مقعد أحدكم من الجنة ان يقول له تمن فيتمنى ويتمنى فيقول هل تمنيت فيقول نعم فيقول لك ما تمنيت ومثله معه رواه مسلم وأخرج نهاد عن أبى سعيد قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ وذكر حديثا طويلا قال فيه ثم يقول اللّه تعالى انى اعهدت إلى عبادى انى لا ادخل الجنة رجلا الا جعلت له فيها ما اشتهت نفسه لكم فيها ما سالتم ومثله وقال جابر وانس والمراد بالمزيد النظر إلى وجه اللّه الكريم أخرج مسلم وابن ماجة عن صهيب عن النبي ـ ﷺ ـ قال إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول اللّه تعالى تريدون شيأ أزيدكم فيقولون الم تبيض وجوهنا الم تدخلنا الجنة وتنجينا من النار قال فيكشف الحجاب فما اعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم ثم تلا هذه الآية - للذين أحسنوا الحسنى وزيادة وروى ابن خزيمة وابن مردوية عن أبى موسى الأشعري وكعب بن عجرة وابى بن كعب وابن مردوية وأبو الشيخ عن أنس وأبو الشيخ عن أبى هريرة وكذا عن أبى بكر الصديق وابن عباس وحذيفة وابن مسعود وغيرهم عن رسول اللّه ـ ﷺ ـ قال ان اللّه تعالى يبعث يوم القيامة مناديا ينادى الصوت يسمعه أولهم وآخرهم يا أهل الجنة ان اللّه وعدكم الحسنى وزيادة الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الرحمن واللّه تعالى أعلم.
وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ أى قبل قومك مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ أى من قومك بَطْشاً قوة كعاد وفرعون وغيرهم وجملة هم أشد صفة لقرن فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ فى القاموس نقب فى الأرض أى ذهب كانقب ونقب قلت التشديد للتكثير والمعنى اذهبوا فى البلاد للتصرف فيها والتمتع وحينئذ الفاء للسببية فان شدة بطشهم سبب للتصرف فى البلاد أو المعنى جالوا فى الأرض كل مجال حذر الموت والفاء حينئذ لمجرد التعقيب هَلْ مِنْ مَحِيصٍ من زائدة محيص فى محل الرفع على الفاعلية أو النصب على المفعولية بفعل محذوف والاستفهام للانكار تقديره بل كان لهم محيص أو هل وجدوا لهم محيصا


الصفحة التالية
Icon