ج ٩، ص : ١١٤
اى لقد راى محمد ـ ﷺ ـ مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى مفعول لراى ومن ايت ربه حال منه مقدم عليه ومن للتبعيض يعنى واللّه لقد راى محمد الكبرى من آيات ربه وجاز ان يكون من زائدة وآيات ربه مفعول به الكبرى صفة لها وجاز ان يكون المفعول محذوفا تقديره لقد راى شيئا من آيات ربه الكبرى والمراد بالآيات العجائب الملكوتية التي راى ها فى ليلة المعراج فى مسيره وعوده من البراق والسموات والأنبياء والملائكة والسدرة المنتهى وجنة المأوى - روى مسلم عن عبد اللّه بن مسعود قال لقد راى من آيات ربه الكبرى قال راى جبرئيل فى صورته له ستمائة جناح وروى البخاري عنه لقد راى من آيات ربه الكبرى قال راى رفر فاخضر اسد الأفق وانما وصف تلك الآيات بالكبرى لتجليات مخصوصة فى تلك الآيات وكونها مهبط الرحمة والبركة والأفكل ممكن اية كبرى على وجود صانعه ودليل واضح مكتفى لا يحقر منها شىء قال اللّه تعالى ان الذين يدعون من دون اللّه لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له فان قيل هذه الآية تؤيد قول من قال ان النبي ـ ﷺ ـ انما راى مرتين جبرئيل عليه السلام دون اللّه سبحانه لأن روية الآيات غير روية الذات قلنا روية الآيات لا ينافى روية الذات بل الآيات قد ينجلى فيه الذات كما ان الشمس يتجلى فى المرآة فان قيل قد ذكرت فى تفسير قوله تعالى ما طَغى يعنى ما جاوز بصره عن المحبوب إلى غيره فكيف يتصور روية الآيات قلنا المقصود من روية الآيات انما هى الذات ومن ثم تكون الآيات مرأة للذات فحين راى الآيات جاوز نظره عنها إلى الذات وحين راى الذات لم يتجاوز عنه إلى غيره أصلا - (مسئلة) اجمع المؤمنون من أهل السنة والجماعة ان معراجه ـ ﷺ ـ فى اليقظة حق فقيل مسراه ـ ﷺ ـ من المسجد الحرام إلى الأقصى قطعى ثابت بقوله تعالى سبحانه الذي اسرى بعبده الآية فيكفر جاحده واما معراجه إلى السماء السابعة وما فوقها فثبت بأحاديث صحاح فيفسق جاحده ولا يكفر و
الصحيح ان معراجه ـ ﷺ ـ إلى السدرة المنتهى قطعى ثابت بهذه الآية يكفر جاحده فان قيل ما رواه الشيخان فى الصحيحين عن شريك بن عبد اللّه قال سمعت أنس بن مالك يقول ليلة اسرى برسول اللّه ـ ﷺ ـ من مسجد الكعبة انه جاء ثلثة نفر قبل ان يوحى إليه وهو نائم فى المسجد الحرام وساق حديث المعراج بقصته قال فإذا هو فى السماء الدنيا بنهرين يطروان قال هذا النيل والفرات ثم مضى به فى السماء فإذا هو بنهر أخر عليه قصر من لؤلؤ وزبرجد فضرب بيده فإذا هو مسك ازفر قال ما هذا يا جبرئيل قال هذا الكوثر الذي هيّا لك ربك وساق الحديث


الصفحة التالية
Icon