ج ٩، ص : ٢٤٣
ما يحمل عليه الحاجة من الطلب والحسد والغيظ مِمَّا أُوتُوا أى من أجل ما اعطى المهاجرون دونهم من الفيء وذلك ان النبي ـ ﷺ ـ قسم اموال بنى النضير بين المهاجرين ولم يعط أحدا من الأنصار الا ثلثة منهم فطابت انفس الأنصار بذلك قال محمد بن يوسف الصالحي فى سبيل الرشاد ان رسول اللّه ـ ﷺ ـ لما تحول من بنى عوف بن عمر إلى المدينة تحول المهاجرون فتنافست فيهم الأنصار ان ينزلوا عليهم اقترعوا فيهم بالسهمان فما نزل أحد من المهاجرين على أحد من الأنصار الا بقرعة بينهم فكان المهاجرون فى دور الأنصار وأموالهم فلما غنم رسول اللّه ـ ﷺ ـ بنى النضير دعا ثابت بن قيس بن شماس فقال ادع لى قومك قال ثابت الخزرج يا رسول اللّه ـ ﷺ ـ الأنصار كلها فدعى الأوس والخزرج فتكلم رسول اللّه ـ ﷺ ـ فحمد اللّه تعالى واثنى عليه بما هو اهله ثم ذكر الأنصار وما صنعوا بالمهاجرين وإنزالهم إياهم فى منازلهم وأموالهم وإيثارهم على أنفسهم ثم قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ ان احببتم قسمت بينكم وبين المهاجرين ما أفاء اللّه تعالى على من بنى النضير وكان المهاجرون على مالهم من السكنى ومساكنكم وأموالكم وان احببتم اعطيتهم وخرجوا من دوركم فتكلم سعد بن عبادة وسعد بن معاذ رض وخيراهما خيرا فقالا يا رسول اللّه بل تقسمه بين المهاجرين ويكونوا فى دورنا كما كانوا ونادت الأنصار رض وجزاهم اللّه خيرا رضينا وسلمنا يا رسول اللّه فقال رسول اللّه ـ ﷺ ـ اللهم ارحم الأنصار فقسم رسول اللّه ـ ﷺ ـ ما أفاء اللّه عليه واعطى المهاجرين ولم يعط أحدا من الأنصار من ذلك الفيء شيئا إلا رجلين كانا محتاجين سهل بن حنيف وأبا دجانة واعطى سعه ابن معاذ رض عنهم سيف بن أبى الحقيق وكان سيفا له ذكر عندهم وذكر البلاذري فى فتوح البلدان له ان رسول الله ـ ﷺ ـ قال للانصار ليس لاخوانكم من المهاجرين اموال فان شئتم قسمت هذه وأموالكم بينكم وبينهم جميعا وان شئتم امسكتم
أموالكم وقسمت هذه فيهم خاصة قالوا بل اقسم هذه فيهم واقسم لهم من أموالنا ما شئت فنزلت وَيُؤْثِرُونَ أى يقدمون المهاجرين باموالهم ومنازلهم عَلى أَنْفُسِهِمْ حتى ان من كان عنده امرأتان نزل عن واحدة وزوجها من أحدهم وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ فاقة وحاجة إلى ما يؤثر قال البغوي روى عن ابن عباس قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ يوم النضير للانصار فذكر نحو ما ذكر البلاذري وروى البخاري عن أبى هريرة قال اتى رجل رسول اللّه ـ ﷺ ـ فقال يا رسول اللّه أصابني الجهد فارسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئا فقال ألا رجل يضيفه هذه الليلة يرحمه اللّه فقام رجل من الأنصار فقال انا يا رسول اللّه فذهب إلى اهله فقال لامرأته هذا ضيف رسول اللّه ـ ﷺ ـ لا تدخريه شيئا قالت واللّه ما عندى إلا قوت الصبية قال فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم وتعالى فاطقى السراج ونطوى بطوننا الليلة ففعلت وفى رواية فهيات