ج ٩، ص : ٢٦٤
للدنيا ولاخرجت الا رغبة فى الإسلام وحبا للّه ولرسوله ـ ﷺ ـ فاستحلفها رسول اللّه ـ ﷺ ـ على ذلك فحلفت فلم يردها واعطى زوجها مهرها وما أنفق عليها فتزوجها عمر وكان يرد من جاءه من الرجال ويحبس من جاءه من النساء بعد الامتحان ويعطى أزواجهن مهورهن وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن عبد اللّه بن أبى أحمد قال هاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط فى الهدنة فخرج أخواها عمارة والوليد بن عقبة حتى قد ما رسول اللّه ـ ﷺ ـ وكلماه فى أم كلثوم ان يردها إليهم فنقض اللّه العهد بينه وبين المشركين فى النساء خاصة ومنع ان يردون إلى المشركين فانزل اللّه اية الامتحان وأخرج ابن أبى حاتم عن يزيد بن أبى حبيب انه بلغه انها نزلت فى اميمة بنت بشر أو امرأة أبى حسان بن الدحداحة وأخرج عن مقاتل ان امرأة تسمى سعيدة كانت تحت صيفى بن الراهب وهو مشرك جاءت زمن الهدنة فقالوا ردها علينا وأخرج ابن جرير عن الزهري انها نزلت عليه وهو بأسفل الحديبية كان صالحهم انه من أتاه منهم رد إليهم فلما جاءت النساء نزلت هذه الآية وَآتُوهُمْ الضمير عايد إلى الكفار والمراد أزواجهن ما أَنْفَقُوا عليهن يعنى المهور التي دفعوا إليهن وذلك لأن الصلح كان جرى على ردهن فلما تعذر ردهن لو رود النهى عنه لزم رد مهورهن فلو راى الامام مصلحة على صلح مثل ما صالح النبي ـ ﷺ ـ بالحديبية وجب رد مهر مهاجرة جاءت من الكفار قال البغوي قال الزهري ولو لا الهدنة والعهد الذي كان بين رسول اللّه ـ ﷺ ـ وبين قريش يوم الحديبية لامسك النساء لم يرد الصداق وكذلك كان يصنع بمن جاءه من المسلمات قبل العهد واللّه تعالى أعلم وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ أيها المؤمنون أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ أى المهاجرات وان كان لهن ازواج فى دار الحرب لوقوع الفرقة بينهم وبينهن والآية تدل على عدم اشتراط مضى العدة كما هو فى مذهب أبى حنيفة رح خلافا لصاحبه إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ اى
مهورهن شرط إيتاء المهر فى نكاحهن إيذانا بان اعطى أزواجهن الكفار لا يقوم مقام المهر
اخرج ابن أبى منيع من طريق الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس قال اسلم عمر بن الخطاب وتأخرت امرأته فى المشركين فانزل اللّه تعالى وَلا تُمْسِكُوا قرأ أبو عمر ويعقوب بالتشديد من التفعيل والباقون بالتخفيف من الافعال بِعِصَمِ جمع عصمة وهو ما اعتصم به من عقد الموالات والنكاح ونحو ذلك الْكَوافِرِ جمع الكافرة نهى اللّه سبحانه عن المقام على نكاح المشركات قال البغوي قال الزهري فلما نزلت هذه الآية طلق عمر بن الخطاب امرأتين بمكة مشركتين قرينة بنت أبى امية بن المغيرة فتزوجها بعده معاوية بن أبى سفيان وهما