ج ٩، ص : ٢٩٨
وقال البغوي قال الحسن وسعيد بن جبير ومكحول وابتغوا من فضل اللّه هو طلب العلم فعلى هذه الأقوال الأمر للاستحباب وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً فى مجامع أحوالكم ولا تحصوا ذكره بالصلوة عن عمر بن الخطاب ان رسول اللّه ـ ﷺ ـ قال من دخل السوق فقال لا اله الا اللّه وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحى ويميت وهو حى لا يموت بيده الخير وهو على كل شىء قد يركتب اللّه له الف الف حسنة ومحى عنه الف الف سيئة ورفع له الف الف درجة رواه الترمذي وقال غريب رواته ثقات الا أزهر بن سنان ففيه خلاف وعن عصمة قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ أحب الأعمال إلى اللّه سبحانه الحديث وابغض الأعمال إلى اللّه التحريف قلنا يا رسول اللّه ما سبحانه قال يكون القوم يتحدثون والرجل يسبح قلنا يا رسول اللّه وما التحريف قال القوم يكونوا بخير فيسالهم الجار والصاحب فيقولون نحن بشر رواه الطبراني لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ أى لكى تفلحوا بخير الدارين أخرج الشيخان عن جابر بن عبد اللّه قال كان النبي ـ ﷺ ـ يخطب يوم الجمعة إذا قبلت عير قد قدمت فخرجوا إليها حتى لم يبق الا اثنا عشر رجلا وقال ابن عباس فى رواية الكلبي لم يبق فى المسجد الا ثمانية رهط وفى صحيح أبى عوانة ان جابرا قال كنت فيمن بقي رواه الدار قطنى بلفظ فلم يبق الا أربعون رجلا واسناده ضعيف تفرد به على بن عاصم وخالف اصحاب حصين فيه وروى العقيلي من حديث جابر أيضا وزاد كان من الباقين أبو بكر وعمر وعثمن وعلى وطلحة والزبير وسعد وسعيد وأبو عبيدة أو عمار الشك من اسد بن عمر الراوي وبلال وابن مسعود وهؤلاء أحد عشر رجلا وجابر ثانى عشر فانزل اللّه تعالى.
وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا أى تفرقوا إِلَيْها الجملة الشرطية معطوفة على الشرطية السابقة وفيها التفات من الخطاب إلى الغيبة أفرد الضمير للتجارة برد الكناية إليها لانها المقصود فان المراد من اللهو الطبل الذي كانوا يستقبلون به العير والترديد للدلالة على ان منهم من انفض لمجرد سماع ورويته وأخرج ابن جرير عن جابر أيضا قال كان الجواري إذا نكحوا كانوا يموون بالكبر والمزامير ويتركون النبي ـ ﷺ ـ قائما على المنبر فينفضون إليها فنزلت قال صاحب لباب النقول فكانها نزلت فى الامرين معا قال ثم رايت ابن المنذر أخرجه عن جابر بقصة النكاح وقدوم العير معا من طريق واحد وانها نزلت فى الامرين فللّه الحمد وعلى هذا فالوجه لافراد الضمير راجعا إلى التجارة للدلالة على ان الانفضاض إلى التجارة مع الحاجة إليها والانتفاع بها إذا كان مذموما كان الانفضاض إلى اللهو أول بذلك