ج ٩، ص : ٣٠٥
من مجلسنا قال انى قد وجدت عند القوم ما تكلمت به وتكلم به رسول اللّه ـ ﷺ ـ فاخبرهم عما قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ وانى كنت فى شك فى شان محمد فاشهد ان محمدا رسول اللّه فكانى لم اسلم الا اليوم قالوا له فاذهب إلى رسول اللّه ـ ﷺ ـ يستغفر لك فذهب إلى رسول اللّه ـ ﷺ ـ واستغفر له واعترف بذنبه ولما انتهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى وادي العقيق تقدم عبد اللّه بن عبد اللّه بن أبى فجعل يتصفح الركاب حتى مر أبوه فاناخ به ثم وطى يد راحلته فقال أبوه ما تريد يا لكع قال واللّه لا تدخل حتى يأذن لك رسول اللّه وتعلم أيهما الأعز من الأذل أنت أو رسول اللّه ـ ﷺ ـ فمن مر به من المسلمين يسرع عبد اللّه ويمر غير ذلك فيقول تصنع هذا بأبيك حتى مر به رسول اللّه ـ ﷺ ـ فسال عنه فقيل عبد اللّه بن أبى يابى لابيه حتى تأذن له فمر رسول اللّه ـ ﷺ ـ وعبد اللّه واطئ على يد راحلة أبيه وابن أبى يقول لانا أذل من الصبيان لانا أذل من النساء فقال له رسول اللّه ـ ﷺ ـ خل عن أبيك فخلى عنه روى محمد بن عمر عن رافع بن خديج قال سمعت عبادة بن الصامت يقول يومئذ لابن أبى قبل ان ينزل فيه القرآن ايت رسول اللّه ـ ﷺ ـ يستغفر لك قال فرايت يلوى راسه معرضا يقول عبادة واللّه لينزلن اللّه تعالى فى لى راسك قرانا يصلى به قال فبينا رسول اللّه ـ ﷺ ـ يسير من يومه وزيد بن أرقم يعارض رسول اللّه ـ ﷺ ـ راحلته يريد وجهه فى السير إذا نزل عليه الوحى قال زيد ابن أرقم فما هو الا رسول اللّه ـ ﷺ ـ يأخذ البرحات ويعرق جبينه ويثقل يد راحلته عرفت ان رسول اللّه ـ ﷺ ـ يوحى إليه ورجوت ان ينزل اللّه لصدقى قال زيد فسرى عن رسول اللّه ـ ﷺ ـ فاخذ بأذني وانا على راحلتى حتى ارتفعت عن مقعدى ويرفعهما إلى السماء وهو يقول وفت اذنك يا غلام وصدق اللّه حديثك ونزلت سورة المنافقين فى ابن أبى من أولها إلى آخرها وحده وجعل بعد ذلك ابن أبى إذا حدث حدثا كان قومه هم الذين
يعاتبونه ويأخذونه فقال رسول اللّه ـ ﷺ ـ لعمر بن الخطاب حين بلغه شانهم كيف ترى يا عمر قال انى واللّه لقد علمت لامر رسول اللّه ـ ﷺ ـ بركة أعظم من بركته فهذه الرواية تدل على ان سورة المنافقين نزلت فى السفر قبل حلول المدينة وقال البغوي فلما وافى رسول اللّه ـ ﷺ ـ بالمدينة قال زيد بن أرقم جلست فى البيت لما بي من الهم والحياء فانزل اللّه تعالى سورة المنافقين فى تصديق زيد وتكذيب عبد اللّه بن أبى فلما نزلت أخذ رسول اللّه ـ ﷺ ـ بإذن زيد وقال يا زيد ان اللّه صدقك واوفى بإذنك قالوا فلما نزلت الآية وبان كذب عبد اللّه بن أبى قيل له يا أبا خباب انه قد نزل فيك آي شداد فاذهب إلى رسول اللّه ـ ﷺ ـ يستغفر لك فلوى راسه قال أمرتموني ان أومن